Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 95-98)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأرادوا بذلك أن الرسالة بالملائكة أولى وأحق حتى أجابهم الله بقوله : { قُل لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً } [ الإسراء : 95 ] يشير به إلى أنه لو كان الملك مستأهلاً للخلافة في الأرض لكنا نزلنا عليهم من السماء رسولاً من الملائكة . { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [ الإسراء : 96 ] بأنه مستعد للرسالة والمُلك { إِنَّهُ كَانَ } [ الإسراء : 96 ] في الأزل { بِعِبَادِهِ } [ الإسراء : 96 ] الذين يخلقهم { خَبِيراً } [ الإسراء : 96 ] بما جبلهم الله عليه { بَصِيراً } [ الإسراء : 96 ] بما يتولد منهم { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ } [ الإسراء : 97 ] روحه عند رشاش نوره على الأرواح بإصابة النور { فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ } [ الإسراء : 97 ] إلى صراط مستقيم الدين القويم ، بقبول دعوة الأنبياء وغيرهم من بيديه متابعتهم { وَمَن يُضْلِلْ } [ الإسراء : 97 ] بإخطاء ذلك النور { فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ } [ الإسراء : 97 ] في الهداية من الأنبياء وغيرهم { مِن دُونِهِ } [ الإسراء : 97 ] أي : من دون الله يشير به إلى أن الهداية في البداية مبنية على إصابة النور عند رشاشه ؛ فمن لم يصب ذلك النور وأخطأه بقى في ظلمة الضلالة ، وليس لأحد أن يخرجه منها إلى نور الهداية إلا الله تعالى ؛ فإنه الهادي في البداية والنهاية ، وهو الولي الذي يخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور من الأزل إلى الأبد ، واستوى عنده الأزل والأبد ، وكل وقت له أزل وأبد . { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً } [ الإسراء : 97 ] لأنهم كانوا يعيشون في الدنيا مكبين على وجوههم في طلب السفليات من الدنيا وزخارفها وشهواتها ، عمياً عن رؤية الحق ، بكماً من قول الحق ، صماً عن استماع الحق ؛ وذلك لعدم إصابة النور { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً } [ الإسراء : 72 ] وقال صلى الله عليه وسلم : " يموت المرء على ما عاش فيه ويحشر على ما مات عليه " . ثم قال : { مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [ الإسراء : 97 ] لأنهم كانوا في جهنم الحرص والشهوات ، كلما سكنت فار بشهوة باستيفاء حظها زادوا سعيرها باشتغال طلب شهوة أخرى . { ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } [ الإسراء : 98 ] يشير إلى أنهم لو كانوا مؤمنين بالحشر والنشر ما أكبوا على جهنم الحرص على الدنيا وشهواتها ، وما أعرضوا عن الآيات البينات التي جاء بها الأنبياء - عليهم السلام - .