Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 21-22)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عن الحكمة في اختصاصهم بالعزلة بقوله تعالى : { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } [ الكهف : 21 ] إشارة إلى أنه كما أطلعنا بعض منكري البعث والنشور بالأجساد على أحوال أصحاب الكهف { لِيَعْلَمُوۤاْ } [ الكهف : 21 ] ويتحقق لهم { أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } [ الكهف : 21 ] بالبعث وإحياء الموتى { حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ } [ الكهف : 21 ] أي : قيام الساعة { لاَ رَيْبَ فِيهَا } [ الكهف : 21 ] أنا قادرون على إحياء بعض القلوب الميتة ، وإن وعد الله به بقوله : { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } [ النحل : 97 ] وبقوله : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } [ الأنعام : 122 ] حق وإن قيامه قلوب الصديقين المحبين لا ريب فيها . ثم في قوله تعالى : { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } [ الكهف : 21 ] إلى قوله : { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً } [ الكهف : 22 ] إشارة إلى أن الله تعالى بحكمته البالغة وإرادته القديمة يبدي بعض الأشياء على رسوله صلى الله عليه وسلم مما يسأل عنه ، ومما لم يسأل ، ويخفي بعضها حكمة منه ، ومصلحة للخلق ، وله في الإبداء والإخفاء أسرار . فمنها : عسى أن يكون في إبداء ما يسألون فتنة أو بلية أو مضرة لسائله لقوله تعالى : { لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [ المائدة : 101 ] . ومنها : إن في إخفائها للحق مجال الاجتهاد ، و " للمجتهد إذا أصاب أجران ، وإن لم يصب فله أجر واحد " فلله الأمر فيما أظهر وأبدى أو أسر وأخفى .