Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 9-13)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عن بدايات أهل النهايات بقوله تعالى : { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } [ طه : 9 ] إلى قوله { فَتَرْدَىٰ } [ طه : 16 ] فقوله : { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } [ طه : 9 ] يشير إلى أن موسى القلب { إِذْ رَأَى نَاراً } [ طه : 10 ] أي : ناراً من جانب طير الروح { فَقَالَ لأَهْلِهِ } [ طه : 10 ] وهم النفس وصفاتها { ٱمْكُثُوۤاْ } [ طه : 10 ] أسكنوا هاهنا في ظلمة الطبيعية الحيوانية { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } [ طه : 10 ] وهي نار المحبة التي لا تبقى ولا تذر من حطب وجود الإنسانية أثراً ولا رسماً ولا ظلال { نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } [ التحريم : 6 ] . { لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ } [ طه : 10 ] يخرجكم من ظلمات الطبيعة إلى أنوار الشريعة { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ } [ طه : 10 ] بالطريقة { هُدًى } [ طه : 10 ] إلى الحقيقة ببذل الوجود ولنيل المقصود : @ أَقول لِجارَتي وَالدَّمعُ جارٍ وَلي عَزم الرَّحيل إِلى الدِيارِ ذَريني أَن أَسيرَ وَلا تَنوحي فَإِنَ الشّهبَ أَشرَفها السّواري أَأَرضي بِالإِقامةِ في فَلاةٍ وَفَوقَ الفَرقَدينِ عَرفتُ داري @@ قوله : { فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ } [ طه : 11 ] من شجرة ذات القدس بخطاب الأنس { يٰمُوسَىٰ * إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ } [ طه : 11 - 12 ] لأريك { فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ } [ طه : 12 ] أي : انزع عن تعلقات الكونين عن شرك لأقدس عن لوث التعلقات وأرى شرك المطهر ، فتارة : بقطع تعلق الدنيا الدنية الخسيسة الفانية ، ومرة : بنزع تعلق الآخرة الشريفة العلية الباقية ؛ فالمعنى : إنك يا موسى القلب إذا خلعت نعلي الكونين على قدمي همتك وبهمتك المتعلقة أحديهما : بالدنيا ، والأخرى : بالآخرة ، فقد طهرت وادي شركك عن لوث الالتفات بهما فإنك قد حصلت . { بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ } [ طه : 12 - 13 ] وأنا اخترتك يا موسى القلب من بين سائر خلق وجودك من البدن والنفس والسر والروح ، وكرمتك بهذه الكرامة ؛ لتكون كليمي وصاحب سري يا موسى القلب { فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ } [ طه : 13 ] بسمع الطاعة والقبول ببذل أنانيتك لأنانيتي .