Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 95-101)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عن الهالكين بقوله تعالى : { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [ الأنبياء : 95 ] يشير إلى أن قلوب أهل الأهواء والبدع المهلكة باعتقاد السوء ومخالفات الشرع أنهم لا يتوبون إلى الله تعالى . { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } [ الأنبياء : 96 ] يشير إلى : سد يأجوج النفس ومأجوج الهوى ، وسدّ أحكام الشريعة ، وفتح السدّ مخالفات الشرع وموافقات الطبع ، وهو إشارة إلى دواعي النفس ( مِنْ كُلِّ حَدَبٍ ) ؛ أي : من كل معدن شهوة من المبصرات والمسموعات والمذوقات والملموسات والمنكوحات والملبوسات والمركوبات والتخيلات وطمع المناصب وحرص الأموال والصفات وأمثالها يخرجون ويفسدون ما يمرون عليه من القلب والسر والروح بامتناعهم ، واقترب الوعد الحق أن يصمهم ويعمي أبصارهم ويقلب أفئدتهم . { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الأنبياء : 97 ] أي : أبصار القلوب المهلكة بالأهواء ويقولون : { يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } [ الأنبياء : 97 ] الذي أصابنا { بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } [ الأنبياء : 97 ] بعبادتنا الدنيا وشهواتها ، والنفس ودواعيها ، وامتناعنا عبادة الحق تعالى فتخاطبهم عزة الجبروت { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ الأنبياء : 98 ] من الهوى والنفس والشيطان والدنيا { حَصَبُ جَهَنَّمَ } [ الأنبياء : 98 ] قهرنا تحترقون بنار القطيعة { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [ الأنبياء : 98 ] مخلداً { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ } [ الأنبياء : 99 ] الذين تعبدون . { آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا } [ الأنبياء : 99 ] أي : جهنم القهر { وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } [ الأنبياء : 99 ] ولا يتخلصون عنها { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } [ الأنبياء : 100 ] من عذاب نار القطيعة { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } [ الأنبياء : 100 ] الحق عن الحق ، ثم نزَّه المسبوقين بالعناية عن هذه الأحوال بقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } [ الأنبياء : 101 ] أي العناية الأزلية { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا } [ الأنبياء : 101 ] عن جهنم قهر الحق من آثار سبق العناية الأزلية { مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } [ الأنبياء : 101 - 102 ] أي : حسيس جهنم القهر ، وحسيسها مقالات أهل الأهواء والبدع ، وأدلة الفلاسفة وبراهينهم بالعقول المشوبة بالوهم والخيال وظلمة الطبيعة .