Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 60-64)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وبقوله تعالى : { قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } [ الأنبياء : 60 ] يشير إلى أن في كسر الأصنام حصول اسم الفتوة ومعناها إلى الأبد ، وبقوله تعالى : { قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } يشير إلى أن في بعض الكفار من لا يحكم على أهل الجناية إلا بمشهد من العدول ، فكل حاكم يحكم على أمتهم بالجناية من غير نية فهو أسوأ حالاً منهم ، ومن قوم نمرود بقوله تعالى : { قَالُوۤاْ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يٰإِبْرَاهِيمُ } [ الأنبياء : 62 ] . { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } [ الأنبياء : 63 ] يشير إلى أن كسر الأصنام ليس من طبيعة الإنسان ، بل من طبيعته أن ينحتها ، فإن صدر من أحدهم كسرها فإنما هو من تأييد الله وتوفيقه إياه ، فلهذا { قَالَ } عليه السلام في جوابهم { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا } فإن الكبير هو الله { فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } لهم عقل ونظر يشهدوا أن هذه الأفعال لا يكن مصدرها إلا الله . وفي قوله تعالى : { فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوۤاْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّالِمُونَ } [ الأنبياء : 64 ] إشارة إلى أن لكل إنسان عقلاً لو رجع إلى عقله وتفكره في حال لعلم صلاح حاله وفساد حاله ، وفيه إشارة أخرى وهي : أن العقل وإن كان يعرف الصلاح من الفساد ، ويميز بين الحق والباطل ما لم يكن له تأييد من الله وتوفيق منه لا يقدر على اختيار الصلاح واحتراز الفساد ، فيبقى مبهوتاً كما كان حال نمرود .