Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 17-18)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن اختلاف أصناف الخلق بقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئِينَ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ } [ الحج : 17 ] يشير إلى أنه تعالى يسأل كل صنف منهم يوم القيامة على حسب استحقاقه بما وعدهم إمَّا بالنعيم ، وإمَّا بالجحيم وبالوصال ، أو بالفراق ، كما أعد لهم وعلى ما خلقهم ، وهذا معنى قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ } [ الحج : 17 ] . ثم قال عز وجل : { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [ الحج : 17 ] أو عالم بحال كل صنف منهم : كيف خلقهم ، وفيما استمهلهم وأي مقام ومنزل أعدَّ لهم من منازل الجنة والنار ومن مقام الرب . وبقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } [ الحج : 18 ] يشير إلى أن أهل العرفان يسجدون سجود عبادة بالإرادة والجماد ومن لا يعقل ، ومن لا يدين يسجدون سجود خضوع للحاجة . وبقوله تعالى : { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } [ الحج : 18 ] يشير إلى : أهل النفاق وأهل الرياء والسمعة ، فإن الله يفصل بين كل صنف منهم في الثواب والعقاب على قدر استحقاقهم { وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ } [ الحج : 18 ] في الأزل بتقدير الشقاوة { فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } [ الحج : 18 ] إلى الأبد بطريق الشفاعة له { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } [ الحج : 18 ] من الأزل إلى الأبد .