Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-24)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن الخصمين المتنازعين بقوله تعالى : { هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ } [ الحج : 19 ] فأمَّا اختصام النفس : ففي انقطاعها عن الله تعالى وحرمانها عنه ، وأمَّا اختصام الروح مع النفس : ففي انقطاعهما إلى الله ورجوعهما إليه . { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الحج : 19 ] من أرباب النفس بانقطاعهم عن الله ودينه بإتباعهم الهوى وطلب الشهوات الدنياوية ، ومن أصحاب الروح بإعراضهم عن الله ورد دعوة الأنبياء { قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ } [ الحج : 19 ] بتقطيع خياط الفناء على قدهم وهي ثياب نسجت من سدى مخالفات الشرع ولحمة موافقات الطبع . { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } [ الحج : 19 ] أي : حميم الشهوات النفسانية { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ } [ الحج : 20 ] أي : يذاب ويخرج ما في قلوبهم من الأخلاق الحميدة الروحانية { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } [ الحج : 21 ] أي : الأخلاق الذميمة النفسانية { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } [ الحج : 22 ] أي : من نار القطيعة وسعير الشهوات من غم أصابهم من خوف سوء عاقبة أمرهم { أُعِيدُواْ فِيهَا } [ الحج : 22 ] بمقامع الأخلاق الذميمة ، واستيلاء الحرص والأمر ، وقيل لهم : { وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } [ الحج : 22 ] أي : عذاب ما أحرقت منكم نار الشهوات من الاستعدادات الحسنة . ثم أخبر عن حال الروح ومتابعيه من النفوس بالإيمان والأعمال الصالحة ، وقال تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } [ الحج : 23 ] أي : يحليهم بحلية الأسرار والحقائق والحكم البالغة { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } [ الحج : 23 ] أي : شعارهم ودثارهم الأخلاق الحميدة والصدق في العبودية { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } [ الحج : 24 ] وهو الإخلاص في قوله : لا إله إلا الله والعمل به { وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } [ الحج : 24 ] وهو الطريق إلى الله تعالى ، فإن الحميد هو الله تعالى .