Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 6-10)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفيه أنموذج من البعث ، وذلك لعلموا { بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } [ الحج : 6 ] في الإلهية { وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } [ الحج : 6 ] كما أحيى ميتة الأرض الهامدة ، وأنه على كل شيء قدير { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا } [ الحج : 7 ] وهي أوان البعث { وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } [ الحج : 7 ] فيه إشارة إلى : إنه تعالى باعث كل [ مقبور ] مقدر له بالخروج من قبور العدم . ثم أخبر عن حرج ضلال أهل الجدال بقوله تعالى : { ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى } [ الحج : 8 ] يشير إلى أن من الذاكرين من يجادل في معرفة الله ، ودفع الشبهة ، وبيان الطريق إلى الله تعالى بالعلم بالله عز وجل ، وهدى بنبيه صلى الله عليه وسلم ويشاهد نص { وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } [ الحج : 8 ] يظهر بنوره الحق من الباطل ، فهو محمود كما أن جدال المنافق والمرائي ، وأهل الأهواء والبدع المتكبر { ثَانِيَ عِطْفِهِ } [ الحج : 9 ] عن الحق فيضل { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [ الحج : 9 ] في عاقبة أمره ، ويضل الخلق بالشبهات والتمويهات مذموم { لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } [ الحج : 9 ] عند أهل البصيرة . وبقوله تعالى : { وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } [ الحج : 9 ] يشير إلى أن الأهواء والبدع { مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } [ الفرقان : 43 ] من أهل المعاصي عذاب الحريق في الدنيا بنار الشهوات وعقائد السوء ، ولكنه نائم بنوم القطيعة لا يذوق ألم الحرقة ، فإذا مات انتبه ويذيقه الله ألم عذاب الحريق ، ويقول الله تعالى : الغافل الساهي ذلك بما قدَّمت يداك تتبع الشهوات ، أو استيفاء اللذات وأكل الحرام كقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } [ النساء : 10 ] ، وقال الله للنبي صلى الله عليه وسلم : " حفت النار بالشهوات " { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } [ آل عمران : 182 ] بل العبيد ظلاَّمون لأنفسهم كما قال الله تعالى : { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ العنكبوت : 40 ] بأن يضعوا العبادة والطلب في غير موضعه .