Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 93-100)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } [ المؤمنون : 93 ] أي : عجلت لهم ما تعدهم { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ المؤمنون : 94 ] بأن توصل إلى سوء مثل ما توصل إليهم في العقوبة ، وهذا يدل على أن للحق يفعل ما يريد ولو عذب البشرية لم يكن ذلك منه ظلماً ولا قبيحاً { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } [ المؤمنون : 95 ] وهذا يدل على صحة قدرته لا على خلاف ما علم ، فإنه أجزى به ، وإن تعجيل عقوبتهم وإن لم يفعل ذلك صحة ، فصحة القدرة على خلاف المعلوم { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } [ المؤمنون : 96 ] يعني : مكافأة السيئة جائزة لكن العفو عنها أحسن ، ويقال : ادفع بالوفاء الجفاء ، ويقال : الأحسن ما أشار القلب بالمعافاة والسيئة ما قدموا إليه النفس للمكافأة . { وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ } [ المؤمنون : 98 ] وهي من سيئاته وتحجب الاستعاذة بالله من الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بك منك ( وأعوذ بك رب أن يحضرون ) " { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ } [ المؤمنون : 99 ] إذا أخذ البلاء بحياتهم واستمكن الضر من أحوالهم وعلموا ألا محيص ولا مجير ، أخذوا في التضرع والاستكانة في طلب الرجوع { لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } يعني : من الخيرات { كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } [ المؤمنون : 100 ] عند الضرورة والاضطرار أي : لا يرجع عن أخلاقه الذميمة التي طبع عليها { وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ المؤمنون : 100 ] وهو ما بين الموت إلى البعث لعل بعض الحجب من أخلاق السوء يندفع عند أيام البرزخ ، والله أعلم .