Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 102-112)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ } [ الصافات : 102 ] ؛ أي : بلغ سعي القلب مع الروح إلى الحضرة . { قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ } [ الصافات : 102 ] ، يشير به إلى أن من شرائط السائرين إلى الله قطع الأبوة والبنوة الحيوانية ، ومن شرائط السائرين بالله التسليم والتفويض بالكلية في الأمور إلى الله ، والخروج عن مستحسنات الطبع ومن مستحسنات العقل إلى مشيئة الله تعالى وما اختاره له ، وهذا حقيقة قوله تعالى { يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } [ الصافات : 102 ] . ومن شرائط السائرين في الله فداء النفس وبذل الروح في طلب الحق تعالى ، وبه يشير إلى قوله تعالى : { فَلَمَّا أَسْلَمَا } [ الصافات : 103 ] ، وقد أسلم إبراهيم نفسه ، وقد فداها حين وضع في المنجنيق ، وقد أسلم إسماعيل وبذل روحه حين تله للجبين ، ومن دقة النظر في رعاية آداب العبودية ، وحفظ حقوق الربوبية في العصمة إلى إسماعيل عليه السلام : أمر أباه بأن يشد يديه ورجليه ؛ لئلا يضطرب إذا مسه ألم الذبح فيعاتب ، ثم لما هم يذبحه : افتح القيد عني فإني أخشى أن أعاتب ، فيقال لي : أمشدود اليدين جئتني ؟ وإني لا أتحرك ستشعر . @ ولو بيد الحبيب سقيت سماً لكان السم من يديه تطيب @@ { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [ الصافات : 107 ] إنما سمي الذبح عظيماً ؛ لأنهما نبيين عظيمين أحدهما أعظم من الآخر ، وهما إسماعيل ومحمد - عليهما الصلاة - لأنه كان محمد في صلب إسماعيل عليهما الصلاة والسلام . { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } [ الصافات : 108 ] ؛ أي : في أمة من الآخرين إلى قيام الساعة ؛ أي : من الأمم الآخرين ، { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } [ الصافات : 109 ] ؛ أي : سلام مما أسلم إبراهيم وسلم من النار وذبح الولد ، { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [ الصافات : 110 ] الذين أحسنوا عبوديتنا ، وأسلموا أوامر ربوبيتنا ، { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الصافات : 81 ] المخلصين ، لا من عبادنا للدنيا والهوى . { وَبَشَّرْنَاهُ } [ الصافات : 111 ] ؛ يعني : إبراهيم { بِإِسْحَاقَ } [ الصافات : 111 ] القلب { نَبِيّاً } [ الصافات : 111 ] ملهماً من الحق تعالى ، كما قال بعضهم : حدثني قلبي عن ربي ، { مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ الصافات : 111 ] ؛ أي : المستعدين لقبول الفيض الإلهي بلا واسطة .