Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 113-132)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى : { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ } [ الصافات : 113 ] يشير إلى أنه بارك على إبراهيم الروح ، وإسحاق القلب ، { وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا } [ الصافات : 113 ] ؛ أي : ومما يتولد من صفاتهما { مُحْسِنٌ } [ الصافات : 113 ] في الطاعة والعبودية بالإخلاص ، { وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ } [ الصافات : 113 ] ؛ أي : ظالم ظَلَمَ على نفسه في طلب الحق تعالى . ثم أخبر عن أبناء الأنبياء بقوله تعالى : { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } [ الصافات : 114 ] ، يشير إلى موسى القلب وهارون السر بأن نجاهما من غرق بحر الدنيا وماء شهواتها ، كما قال تعالى : { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ } [ الصافات : 115 - 116 ] ؛ يعني : موسى القلب وهارون السر وصفاتهم ، على فرعون النفس وصفاتهما ، { فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ * وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } [ الصافات : 116 - 117 ] من العلوم الحقيقية والإلهامات الربانية ، { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [ الصافات : 118 ] إلى الحضرة ، { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } [ الصافات : 119 ] بالثناء الحسن عليهما وبالاقتداء بهما ، { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } [ الصافات : 120 ] سلام الحفظ والرعاية وسلامتها عن الآفات بالكلأة ، { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [ الصافات : 121 ] بالإحسان والتوفيق للإحسان ، { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الصافات : 122 ] ، يشير إلى أن من توفيقنا إياهما للإحسان وفقناهما ليكونا من عبادنا المؤمنين ؛ يشير إلى أن من توفيقنا إياهما للإحسان وفقناهما ليكونا من عبادنا المؤمنين . { وَإِنَّ إِلْيَاسَ } [ الصافات : 123 ] الروح { لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ الصافات : 123 ] ، فقد أرسل إلى قومه من القلب والنفس وصفاتهما { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } [ الصافات : 124 ] ، فتقوى القلب أن تبقى بالله من الله ، كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " أعوذ بك منك " ، وتقوى النفس أن يتقي برضاه من سخطه وبما فاته من عقوبته ، { أَتَدْعُونَ بَعْلاً } [ الصافات : 125 ] ؛ أي : أتدعون بعل الدنيا القبيحة ، { وَتَذَرُونَ } [ الصافات : 125 ] عبادة { أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } [ الصافات : 125 ] ، الذي خلقكم وخلق أباءكم الأولين ؛ يعني : الأرواح والآباء العلوية ، وذلك قوله : { ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الصافات : 126 ] ، { فَكَذَّبُوهُ } [ الصافات : 127 ] أي : النفس وصفاتها { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ الصافات : 128 ] ، من عبودية غير الحق ، وهم القلب والسر وأوصافهما ، { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ } [ الصافات : 129 ] ؛ أي : الثناء الحسن على إلياس الروح { فِي ٱلآخِرِينَ } [ الصافات : 129 ] من الأنبياء والأمم . { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } [ الصافات : 130 ] ؛ أي : القلب والسر وأوصافهما من عبودية غير الحق ، وهم القلب والسر وأوصافهما ، فإنهم إل ياسين الروح ، { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [ الصافات : 131 ] ، بأن يحسن معهم بتقديم سلامنا عليهم ، سلام السلامة في العبودية على الدارين ، والخلاص عن آفات الكونين ، وبأن نجعله من عبادنا المؤمنين المخلصين عن عبودية الهوى والدنيا والعقبى .