Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 149-157)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وبقوله : { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } [ الصافات : 149 ] ، يشير إلى كمال جهالة الإنسان وضلالته إذا وكل إلى نفسه الخسيسة ، وخلى إلى طبيعته الركيكة أنه يظن بربه ورب العالمين نقائص لا يستحقها ، إذا عاقل بل غافل من أهل الدنيا ؛ إذ يجبلون إليه أنه اصطفى البنات على البنين وأنه خلق الملائكة إناثا ، ولا يعلمون أن الخلاق منزّه عن أوصاف المخلوقين ، فإنه الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، وإنه { لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } [ العنكبوت : 6 ] ، { إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً } [ مريم : 93 ] ، وأن الملائكة مبرءون من الذكورة والأنوثة ، وأنهم من إفك الإنسانية يقولون هذه المحالات ، كما قال تعالى : { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ * أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [ الصافات : 150 - 152 ] ؛ إذ قالوا : { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ } [ الصافات : 153 ] لأن الملائكة ليسوا بالبنات ولا بالبنين ، وأنهم ليسوا من هذا القبيل ، وأن الله منزه عما يصفونه به ، { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ الصافات : 154 ] على الغني عن العالمين ، { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } [ الصافات : 155 ] ؟ ! أنكم تستنكفون من البنات ، وتصفون الإله القديم والرب الكريم بما استنكفتم منه مع كفركم وقبيح فعلكم ، { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } [ الصافات : 156 ] ؟ حجة ظاهرة على ما يقولون ، { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ الصافات : 157 ] فيما يقولون بأن الله نزل عليكم كتاباً ذكر فيه هذا المعنى ، وأنه كم ينزل عليكم كتاباً يذكره ، فلم يفترون على الله الكذب ؟