Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 62-75)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أردف بعد قصة الأولياء قصة الأعداء ، فقال : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } [ الصافات : 62 - 65 ] ، يشير إلى أن من كان هاهنا معاملاته في صفة قبح صفات الشياطين ؛ أي : في قبح صورة الشياطين ، { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } [ الصافات : 66 ] ؛ لأنهم كانوا لها في مزرعة الآخرة - أعني : الدنيا - زراعين ، { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } [ الصافات : 67 ] ، ثم أن من جهنم لا إلى الجحيم . { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } [ الصافات : 69 ] عن طلب الحق ومتابعة الهوى ، فهم على آثارهم يهرعون ، ولقد ضلَّ عن طلب الدنيا بمتابعة الهوى ، قبلهم أكثر الأولين ، { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } [ الصافات : 72 ] ، في الظاهرين من المرسلين ، وفي الباطن من إلقاء الملهمين ؛ { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ * إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ الصافات : 73 - 74 ] ، الذين أخلصوا في العبودية ، فخلصهم الله من حبس الوجود بالفضل والجود . ثم أخبر عن نداء النوح في بضل الروح بقوله : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } [ الصافات : 75 ] ، يشير إلى نوح الروح لما أصابه الأذى من قومه ، وهم النفس وصفاتها في التكذيب ، ولم يسمع قومه منه ما كان يقول من حديثنا في دعوتهم إلينا ، فرجع إلينا فخاطبنا وخاطبناه ، وكلمنا وكلمناه ، ونادانا فناديناه ، وكان لنا وكنا له ، وأجابنا فأجبناه ، فلنعم المجيب كان لنا { فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } [ الصافات : 75 ] كنا له .