Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 128-129)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ } [ النساء : 128 ] يعني : نفس ، { خَافَتْ مِن بَعْلِهَا } [ النساء : 128 ] ؛ يعني : من الروح المتصرف فيها ، { نُشُوزاً } [ النساء : 128 ] في رعاية حقوقها والمداراة معها ، { أَوْ إِعْرَاضاً } [ النساء : 128 ] بالكلية بإظهار عداوتها وتشديد في اجتهادها وقصد هلاكها ، { فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً } [ النساء : 128 ] بأن تطيع النفس الروح في عبودية الحق ، وتترك بعض حظوظها رعاية لحقوقه في طلب الحق ، ويؤثر حقوقه عليها معاونة على حصول مقاصده من [ حظه ] ويواسيها الروح بأن لا يعرض عنها بالكلية ويساعدها في بعض الأوقات مساعدة الراكب في أثناء الطريق لاستراحته عن التعب واستنشاطه للسير ، { وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ } [ النساء : 128 ] للروح من الانقطاع طلب المقصد والمقصود ، وللنفس من الهلكة في أعراض الروح عنها ، والمبالغة في اجتهادها وارتياضها { وَأُحْضِرَتِ ٱلأنْفُسُ ٱلشُّحَّ } [ النساء : 128 ] ؛ يعني : كل نفس مجبولة على البخل بنصيبها وحظها ، فالروح تسنح بترك حقوق الله تعالى من نفسه ، والنفس تسنح بحظوظها من هواها ، { وَإِن تُحْسِنُواْ } [ النساء : 128 ] ؛ يعني : بالتسوية بينهما في الصلح والعبودية للحق ، { وَتَتَّقُواْ } [ النساء : 128 ] الحيف والجور على كل واحد منهما ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ } [ النساء : 128 ] ، في الأزل { بِمَا تَعْمَلُونَ } [ النساء : 128 ] اليوم { خَبِيراً } [ النساء : 128 ] ، فإنه أعطى لكل واحد منهما استعداد الإحسان والاتقاء في الأزل ، وإلا ما كان لهما الإحسان والاتقاء اليوم ، فافهم جيداً . ثم قال تعالى : { وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ } [ النساء : 129 ] ؛ يعني : لا تقدرون على تزكية النفوس وتسوية الصفات وتعديلها ولو تحرصون عليها ، وهذا نظير قوله صلى الله عليه وسلم : " استقيموا ولن تحصوا " ، ثم قال تعالى : { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } [ النساء : 129 ] في رعاية حقوق الروح واستيفاء حظوظ النفس ، { فَتَذَرُوهَا } [ النساء : 129 ] ؛ يعني : النفس { كَٱلْمُعَلَّقَةِ } [ النساء : 129 ] بين عالم السفل وعالم العلو ، { وَإِن تُصْلِحُواْ } [ النساء : 129 ] على العبودية وامتثال الشرع في حفظ الحدود ، { وَتَتَّقُواْ } [ النساء : 129 ] طرفي التفريط والإفراط في الحقوق ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ } [ النساء : 129 ] ، في الأزل { غَفُوراً } [ النساء : 129 ] للروح برش النور المقدس ، { رَّحِيماً } [ النساء : 129 ] بالنفس حتى صارت مأمورة بعد كانت أمارة ، كما قال تعالى : { إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ } [ يوسف : 53 ] .