Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 152-153)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كما أخبر عن الإيمان ونتائجه فقال تعالى : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } [ النساء : 152 ] ، فكان من نتائج إيمانهم { وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } [ النساء : 152 ] ؛ أي : من رسله ، ومن نتائجه القبول من الله والجزاء عليه ، كما قال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } [ النساء : 152 ] ، ومن شرائط الإيمان ما قال تعالى : { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء : 152 ] ، يعني : كان في الأزل غفوراً بإصابة النور أرواح المؤمنين ، ولولا ذلك لما آمنوا ، رحيماً بهم بإفاضة النور عليهم . ثم أخبر عن الكفر ونتائجه بقوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } [ النساء : 153 ] ، والإشارة فيها : إن من نتائج كفرهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم { أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ } [ النساء : 153 ] من نتائج كفرهم ، { أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ } [ النساء : 153 ] من بعد ما سمعوا كلام الله ، { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } [ النساء : 153 ] ، وما طلبوا الرؤية على وجه التعظيم أو على وجه التصديق ، ولا حملهم عليه شدة الشوق أو ألم الفراق كما كان الفراق ، كما كان لموسى عليه السلام حين { قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ } [ الأعراف : 143 ] ، ولعل ضربة موسى عليه السلام في جواب { لَن تَرَانِي } [ الأعراف : 143 ] ، كانت من شؤم القوم ، وما كان في أنفسهم من سوء أدب هذا السؤال ؛ لئلا يطمعوا في مطلوب لم يعطه نيتهم فما اتعظوا بحال نيتهم ؛ لأنهم كانوا أشقياء ، والسعيد من وعظ بغيره حتى ادركتهم الشقاوة الأزلية ، { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ } [ النساء : 153 ] بأن طمعوا في فضيلة وكرامة ما كانوا مستحقيها ، { ثُمَّ } [ النساء : 153 ] ، من نتائج كفرهم { ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } [ النساء : 153 ] ، العجل إلهاً وعبدوه ، { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } [ النساء : 153 ] ، ما نفعتهم البينات والمعجزات أيضاً من نتائج الكفر ، من طبع كافراً ولو يرى الله جهرة فإنه لا يؤمن به ، ومن طبع مؤمناً عند رشاش النور بإصابته فإنه يؤمن بنبي لم يره وكتاب لم يقرأه بغير معجزة أو بينة ، كما كان الصديق رضي الله عنه حين قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثتُ " ، فقال : " صدقتَ " ولم يتلعثم ، وكما كان حال موسى عليه السلام فإنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلام ولا المعجزة فقد آمن به ، ثم قال تعالى : { وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً } [ النساء : 153 ] ؛ وهو ظاهر الآيات التسع ، وفي الباطن برهاناً من وارد الحق ، مظهراً ما تعجز النفس عن تكذيبه ، والسلطان المبين الحق الظاهر بحيث لا يحتجب بشيء ولا يحجبه شيء .