Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 66-69)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ } [ النساء : 66 ] ، بسيف الصدق والمجاهدة ومعاندتها ، { أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ } [ النساء : 66 ] بالفناء في عالم البقاء المعني ، { وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [ النساء : 65 ] ، { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ } [ النساء : 66 ] ، ثم الكلام هاهنا في محك نقد الإيمان وعبارة ثم قال تعالى : { مَّا فَعَلُوهُ } [ النساء : 66 ] ؛ أي : وما فعلوه إلا قليلاً من مدعي الإيمان ؛ يعني : ما صح على هذا المحك إلا نقد { إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ } [ النساء : 66 ] من قتل النفس بسيف الصدق عن شهواتها وإتباع هواها ، { لَكَانَ } [ النساء : 66 ] مقام الجهاد وشهادة النفس ونيل درجة الصديقين ، { خَيْراً لَّهُمْ } [ النساء : 66 ] من شهوات النفس واستفاء اللذات الجسمانية الحيوانية { وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } [ النساء : 66 ] في مقامات الروحانية وقربات الربانية ، { وَإِذاً لأَتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 67 ] ؛ وهي العلوم اللدنية ، { وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } [ النساء : 68 ] للوصول إلى حضرة الربوبية بجذبات الإلهية . ثم أخبر عن فضله مع الطاعات كل على قدر الاستطاعة بقوله : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } [ النساء : 69 ] ، إلى قوله : { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً } [ النساء : 70 ] . والإشارة فيها : إن من يطع الله في أحكامه الأزلية وأفعال الأبدية ، والرسول في مطاوعته فيما جاء به ، ومتابعته في سلوك المقامات والوصول إلى القربات { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } [ النساء : 69 ] في المقامات والقرب والوصول ، { مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ } [ النساء : 69 ] قم أنعم الله عليهم بالنبوة ، { وَٱلصِّدِّيقِينَ } [ النساء : 69 ] ؛ وهم أرباب الوصول والوصال وقد انعم الله عليهم بالولاية { أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ } [ يونس : 2 ] ، { وَٱلشُّهَدَآءِ } [ النساء : 69 ] ؛ وهم أصحاب الجهاد والقتال وقد أنعم الله عليهم بالشهادة ، { وَٱلصَّالِحِينَ } [ النساء : 69 ] ؛ وهم المستعدون للولاية وقد انعم الله عليهم بالصلاح والسداد ، فأولئك هم المطيعون رزقوا معية هؤلاء ، والسعادة على قدر الطاعة لله تعالى وعلى قدر المحبة لهؤلاء ومتابعتهم لسلوك المقامات والوصول إلى القربات ، لقوله صلى الله عليه وسلم : { من أحبَّ قوماً فهم معهم } ، وقال صلى الله عليه وسلم : " المرء مع من أحب " ، وقال تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ } [ آل عمران : 31 ] ، { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ } [ النساء : 69 ] ، المطيعون مثل هؤلاء الرفقاء في سلوك طريق الحق { رَفِيقاً } [ النساء : 69 ] ، فإن هذا الطريق غير مسلوك بغير رفيق من هذا الفريق .