Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 21-22)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } [ غافر : 21 ] ؛ أي : فينظروا كيف خلق السماوات والأرض وما بينهما على قضية حوائجهم وهم صنفان : أهل السعادة ، وأهل الشقاوة : فأهل السعادة : شكروا الله على نعمة الوجود فزادهم نعمة الإيمان ، فشكروا نعمة الإيمان فزادهم نعمة الولاية ، فشكروا نعمة الولاية فزادهم نعمة القرب والمعرفة في الدنيا ، ونعمة الجوار في الآخرة . وأهل الشقاوة : قد كفروا نعمة الوجود فعذبهم الله بالكفر والبعاد ، والطرد واللعن في الدنيا ، وعذبهم في الآخرة بالنار وأنواع التعذيبات ، وقوله : { كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [ غافر : 21 ] فيعتبروا بمن كانوا هم منهم أشد قوة في الجهل والاعتداء ، { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } [ غافر : 21 ] بالفساد ، { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ } [ غافر : 21 ] من قهر الله وبطشه ، { مِن وَاقٍ } [ غافر : 21 ] ، أو لم يسيروا بنفوسهم في أقطار الأرض ويطوفوا مشارقها ومغاربها ؛ ليعتبروا بها فيزهدوا فيها ، ولم يسيروا بقلوبهم في الملكوت بجولان قطع التعلقات فيشهدوا أنوار التجلي فيستبصروا بها ، أو لم يسيروا بأسرارهم في ساحات الصمدية ؛ ليهلكوا في سلطان الحقائق ، ويتخلصوا من حبس المخلوقات ملكها وملكوتها . وبقوله : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } [ غافر : 22 ] ، يشير إلى بعض السالكين والقاصدين إلى الله إن لم يصل إلى مقصوده ؛ ليعلم أن موجب حجبيته وحرمانه اعتراض خامر قلبه على شيخه أو على غيره من المشايخ بعض أوقاته ، ولم يتداركه بالتوبة والإنابة ، فإن الشيوخ بمحل الأنبياء للمريدين وفي الخبر " الشيخ في قومه كالنبي في أمته " ، { إِنَّهُ قَوِيٌّ } [ غافر : 22 ] على انتقام الأعداء للأولياء ، { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ غافر : 22 ] في الانتقام من الأعداء .