Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 11-18)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَغْشَى ٱلنَّاسَ } [ الدخان : 11 ] عن شواهد الحق { هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ الدخان : 11 ] ، لأرباب المشاهدة . كما قال السري : اللهم مهما عذبتني فلا تعذبني بذل الحجاب ، { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ } [ الدخان : 12 ] ، عذاب الحجاب { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } [ الدخان : 12 ] ، بأنك قادر على رفع الحجاب وإرجائه ، ومن أمارات إرخاء الحجاب بدخان البشرية : مخالفة سفراء قلوبهم من الخواطر التي ترد من الحق عليهم ، حتى عوقبوا في الوقت بما لا يتبع له وسعهم ، فإذا اخذوا في الاستغاثة يقال لهم : { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ } [ الدخان : 13 ] ، من يوأده الحق { مُّبِينٌ } [ الدخان : 13 ] ، بإلهام تقواهم وفجورهم ، { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } [ الدخان : 14 ] ، وخالفوه { وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } [ الدخان : 14 ] ؛ أي : خاطر شيطاني ، { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ } [ الدخان : 15 ] ، عن صورتهم في الدنيا { قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } [ الدخان : 15 ] ؛ لأن جميع الدنيا عندنا قليل ، ولكن { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ الدخان : 16 ] ، تورثهم حزماً طويلاً ، ولا يجدون في ظلال انتقامنا مقبلاً ، { إِنَّا مُنتَقِمُونَ } [ الدخان : 16 ] . ثم أخبر عن فتن أرباب المحن بقوله تعالى : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } [ الدخان : 17 ] ، يشير إلى أنه تعالى جعل فرعون وقومه فيما فتنهم فداء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لتعتبر هذه الأمة بهم فلا يصرون في جحودهم كما أصروا ، ويرجعوا إلى طريق الرشد ، ويقبلوا دعوة رسولهم ويؤمنون بما جاء ؛ لئلا يصيبهم ما أصابهم بعد أن جاءهم رسول كريم طالبهم بإزالة الظلم عن نبي إسرائيل ، واستنصر بالله وأظهر الحجة من قبل الله ، ثم أمرهم : { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } [ الدخان : 18 ] .