Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 24-26)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً } ، فيه إشارة إلى أنه تعرض في سماء القلوب تارة عارض يعرض { مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } [ الأحقاف : 24 ] ، فيمطر مطر الرحمة يحي به الله أرض البشرية ، فينبت منها الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة ، وتارة يعرض عارض { قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ } [ الأحقاف : 24 ] بسوء أخلاقكم وفساد أعمالكم ، { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ الأحقاف : 24 ] . { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ } [ الأحقاف : 25 ] ، تدمر كل شيء من الأخلاق الحميدة { بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } [ الأحقاف : 25 ] ؛ أي : أشخاصهم خالية عن الأخلاق والآداب والأعمال الصالحة ، وقلوبهم فارغة من الصدق والإخلاص والرضاء والتسليم ، { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ الأحقاف : 25 ] ، المعرضين عن الحق المقبلين على الباطل . ثم أخبر عن تبيين أهل التمكن بقوله تعالى : { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً } [ الأحقاف : 26 ] ، يشير إلى أن هذه الآلات أسباب تحصيل التوحيد ، ولكن لمن يشأ الله به خيراً ، { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ } [ الأحقاف : 26 ] ؛ أي : من التوحيد ؛ إذ لم يشأ الله بهم خيراً ما جحدوا وما استهزءوا .