Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 27-31)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا ٱلآيَاتِ } [ الأحقاف : 27 ] ، التي تعتبر بها { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الأحقاف : 27 ] عن كفرهم إلى التوحيد بهذه الدلالات والعبارات ؛ لأنها أسباب الرجوع إلى الحق والتوحيد لم يرجع واحد منهم ؛ ليعلم أن الهداية بيد الله يؤتيها من يشاء كما قال : { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } [ السجدة : 13 ] . بقوله : { فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ } [ الأحقاف : 28 ] ، يشير إلى الأسباب التي اتخذوها من دون الله من التعبد ؛ أي : المختلفة التي تقربوا بها هل نصرهم في الاهتداء ، { بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ } [ الأحقاف : 28 ] ؛ أي : بل ضلت الأسباب عنهم عند الاهتداء فلم ينفعوهم ، { وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ } [ الأحقاف : 28 ] ؛ أي : ظنهم الذي أفترته نفوسهم إفكاً ، { وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ الأحقاف : 28 ] ، أن الأسباب والمعاملات شركاء الله في الهداية . ثم أخبر عن اهتداء الحق بهداية الله ، مع أنهم أبعد عن قبول الهدى من الإنسان بقوله تعالى : { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ } [ الأحقاف : 29 ] ، يشير إلى صرف نفر الجن الصفات الذميمة النفسانية الظلمانية إلى الروح النوراني وهي سبعة ، كما أن نفر الجن سبعة : الكبر والبخل والغضب والشهوة والحرص والحسد والحقد ، { يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ } [ الأحقاف : 29 ] ؛ أي : يستمعون إلهام الحق تعالى الذي يلهم به الروح ، { فَلَمَّا حَضَرُوهُ } [ الأحقاف : 29 ] بإحضار الله وصرفهم إليه ، { قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ } [ الأحقاف : 29 ] ، فلما انعكس نور حضور الروح ، ألهمهم بإلهام الحق على الصفات الذميمة أسكنهم عن إظهارها ؛ فإن أهل الحضور صفتهم الذبول والسكون والهيبة والوقار والنوران ، والهيجان والانزعاج يدل على غيبة أو قلة بقضاء ، ونقصان من الإطلاع ، { فَلَمَّا قُضِيَ } [ الأحقاف : 29 ] ؛ أي : فرغ من تصرفات الإلهام الرباني ، { وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم } [ الأحقاف : 29 ] وهم المتولدات من الصفات الذميمة ، وهي الأخلاق السنية { مُّنذِرِينَ } [ الأحقاف : 29 ] ؛ أي : مجزين الأخلاق بلسان التصرف . { قَالُواْ يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً } [ الأحقاف : 30 ] ؛ أي : إلهاماً ربانياً { أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ } [ الأحقاف : 30 ] بعد إنزاله على موسى الروح أنزل على محمد القلب { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } [ الأحقاف : 30 ] من الكتب المنزلة ، { يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ } [ الأحقاف : 30 ] ، ويخرج من الباطل { وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الأحقاف : 30 ] إلى مقعد صدق { عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } [ القمر : 55 ] . { يٰقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ } [ الأحقاف : 31 ] باستعمال الأعضاء والجوارح في الأعمال الصالحة الشرعية ، وتهذيب الأخلاق وتزكية الأوصاف { وَآمِنُواْ بِهِ } [ الأحقاف : 31 ] ؛ أي : بالإلهام الداعي إلى الله { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأحقاف : 31 ] ؛ أي : بتبديل الأخلاق من السيئة إلى الحسنة .