Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 5-8)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الحجرات : 5 ] من استعجالهم بالمنارات حتى أيقظوك وقت القيلولة من سوء أدبهم ، فأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عرفوا قدره ، فكانوا كما في الخبر " يقرعون بابه بالأظافير " . وبقوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ } [ الحجرات : 6 ] ، يشير إلى تسويلات النفس الفاسقة الأمارة بالسوء ، ومجيئها كل ساعة بنبأ شهوات الدنيا ؛ { فَتَبَيَّنُوۤاْ } [ الحجرات : 6 ] ربحها وخسرانها من قبل { أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا } [ الحجرات : 6 ] ، من القلوب وصفاتها { بِجَهَالَةٍ } [ الحجرات : 6 ] ؛ فإن ما فيه شفاء النفوس وحياتها فيه مرض القلوب ومماتها ، { فَتُصْبِحُواْ } [ الحجرات : 6 ] صباح القيامة ، وأنتم { عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [ الحجرات : 6 ] ، وفيه أيضاً إشارة إلى ترك الاستماع إلى كلام الساعي والتمام والمغتاب للناس ، والآية تدل على قبول خبر الواحد إذا كان عدلاً ، والفاسق الخارج من طريق الحق وصراط الطلب . وبقوله : { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ } [ الحجرات : 7 ] ، يشير إلى رسول الإلهام الرباني جل جلاله في أنفسكم يلهمكم فجور نفسكم وتقواها ، { لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ } [ الحجرات : 7 ] ، أمر النفس الأمارة ؛ { لَعَنِتُّمْ } [ الحجرات : 7 ] لوقعتم في الهلاك ، { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ } [ الحجرات : 7 ] بالإلهامات الربانية ، { وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } [ الحجرات : 7 ] بقلم الكرم ، { وَكَرَّهَ } [ الحجرات : 7 ] بنور نظر العناية { إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ } [ الحجرات : 7 ] ، وهو ستر الحق والخروج إلى الباطل ، { وَٱلْعِصْيَانَ } [ الحجرات : 7 ] هو الإعراض عن طلب الحق ، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } [ الحجرات : 7 ] إلى الحق بإرشاد الحق . { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً } [ الحجرات : 8 ] ، منه وينعم به على من يشاء من عباده { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } [ الحجرات : 8 ] بأحوال عباده ، { حَكِيمٌ } [ الحجرات : 8 ] فيما يفعل بهم .