Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 40-46)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } [ النجم : 40 ] ؛ أي : إن كل أحد سوف يرى ما سعى ؛ لأن الدنيا مزرعة الآخرة ، وهو يزرع اليوم فلا بد أن يحصد ما يزرع غداً ، { ثُمَّ يُجْزَاهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ } [ النجم : 41 ] ؛ وهو جزاء يتفضل عليهم بفضله فوق ما يكسبونه من الوصول إلى حضرته ، وقرارة عيونهم بمشاهدته ، { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } [ النجم : 42 ] ؛ يعني : نهاية الأمر رجوعه إلى ربه ، { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } [ النجم : 43 ] ؛ يعني : إنه خلق فيك موجبات البسط والقبض ، والسرور والحزن ، والآثار الناسوتية التي هي الضحك والبكاء اللذان هما من أفعاله الملكوتية التي هي متصلة بالصفات الجبروتية مجتمعة في الذات اللاهوتية ، وبعبارة أخرى أنه أضحك القوى الأرضية بإنبات أشجار المعرفة ، وأبكى سماء الصدور بمطر الرحمة ، وفي حقيقة هذا البيان رمز يتعلق بحد القرآن { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } [ النجم : 44 ] ؛ يعني : أمات القوى السماوية العاجزة عن الحياة الحقيقة الطيبة ، وأحيى القوى الصالحة الأرضية بمطر الرحمة النازلة من سماء الربوبية ، المنبتة أشجار المعرفة الآمنة على شوك الشك والوهم والقلق . { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [ النجم : 45 ] ؛ أي : القوى الفاعلية الروحانية السماوية ، والقوى القابلة النفسية الأرضية { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } [ النجم : 46 ] ؛ أي : من نطفة العلم إذا تمنى بأمر المولى .