Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 10-18)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } [ القمر : 10 ] ؛ يعني اللطيفة النفسية دعت ربه : إني مغلوب من غلبة القوى المكذبة والمنكرة ، فانصرني بالوارد القهري ، { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ } [ القمر : 11 ] الصدر { بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } [ القمر : 11 ] بماء الوارد القهري منصباً على أرض البشرية ، { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ } [ القمر : 12 ] ؛ يعني : غلب ماء سماء الصدر على ماء عنصرية أرض البشرية { عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } [ القمر : 12 ] على حد قدرناه وأمرناه { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } [ القمر : 13 ] ؛ يعني : حملنا اللطيفة النوحية على سفينة شريعتها ، التي هي ذات ألواح سرية ودسر خفية ؛ والدسر المسامير ، { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } [ القمر : 14 ] ؛ أي : بحفظنا ومراء منا على وجه الماء ، وأغرقنا القوى المكذبة المنكرة لآياتنا في ماء الوارد الظاهر { جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } [ القمر : 14 ] ، وهو الاستعداد المخصوص بالنفس كفر باللطيفة النفسية ، النفس قدر جوهرها ، ؛ وهي نعمة من الله تعالى كفر بها وبآياتنا وكذب اللطيفة المرسلة . { وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً } [ القمر : 15 ] ؛ يعني : هذه الحالة تركناها في النفوس علامة بعينه للسالكين طريقتنا ، { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [ القمر : 15 ] ؛ أي : متعظ متذكر في نفسه بأن هذه الحالة كيف وقعت لي ؟ وما معنى هذه الواقعة ، وكنت في بداية وصولي إلى هذه الواقعة ؟ حكيت لأحد من خلاني : إني رأيت اليوم واقعة مثل واقعة نوح عليه السلام ، ورأيت أيضاً قيام القيامة ، فضحك وقال : القيامة الموعودة المستقبلة ، والواقعة النوحية الماضية كيف يجتمعان في حالة واحدة ؟ فلما تفرست منه قلة علمه بالطريق وإنكاره للآية سكت ، وقلت في نفسي : كما يقول : أين المدكر { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } [ القمر : 16 ] ؛ يعني : أين من يتذكر كيفية العذاب الواقع ؟ ويتفكر في إنزال النذر والمواعظ ويتعظ به . { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ } [ القمر : 17 ] ؛ يعني : سهلنا لمن لم يكن أهلاً لورود عليه قراءة القرآن على اللطيفة المرسلة المبلغة ؛ ليذكروا الآيات التي بيَّنا فيه ويتعظوا بها وينتفعوا بها ، { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [ القمر : 17 ] ؛ أي : من متعظ بآيات القرآن الذي سيرنا عليها قراءته ، { كَذَّبَتْ عَادٌ } [ القمر : 18 ] ؛ يعني : قوى العادية الفانية القالبية كذبت اللطيفة المستخلصة من كدورات الهوى المرسلة ، { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } [ القمر : 18 ] انظر كيف وصل إليهم عذابي وإنذاري .