Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 14-25)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ * وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } [ الرحمن : 14 - 15 ] ، خلق القوة الإنسانية من العناصر السفلية المتأثرة بالعناصر العلوية ، وخلق القوة الجنية من العناصر العلوية المكتسبة بسبب الهوى ألوان العناصر السفلية ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 16 ] ؛ يعني : أيتها القوتان ، أبنعمة استعداد قبول الأثر من العناصر العلوية ، أم بنعمة قوة الاكتساب من العناصر السفلية تكذبان ؟ { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } [ الرحمن : 17 ] ؛ يعني : رب مشرق شمس النبوة ومشرق قمر الولاية في العالم الجسماني ، ورب مغرب شمس النبوة ومغرب قمر الولاية في العلم الروحاني ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 18 ] ؛ يعني : أبنعمة إشراقها لأجل الكسب ، أم بنعمة إغرابهما لأجل الاستراحة تكذبان أيتها القوتان ؟ { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } [ الرحمن : 19 - 20 ] ؛ يعني : مرج البحرين : الروحاني ، والجسماني { يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } [ الرحمن : 19 - 20 ] الإنسان ؛ أي : حاجز يمنعهما أن يتغيرا ؛ يعني : إن لم يكن حاجز القلب بين القوى العلوية والسفلية لتغير مزاج القوى النورانية العلوية من دخان القوى الظلمانية السفلية ، ويصل أيضاً حاصبات القوى السفلية من غلبات أنوار القوى العلوية ؛ لأن القوى السفلية ضعيفة عاجزة عن حمل الأنوار العلوية إن لم يكن بينهما واسطة اللطف من القوى السفلية وأكثر من القوى العلوية ، كما أن - القصرون - ألين من العظم وأخشن من اللحم ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 21 ] أيتها القوتان ، أبنعمة مرج البحرين ، أم بنعمة الحاجز الذي إن لم يكن هو بطل ومتغير استعدادكما تكذبان ؟ { يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ } [ الرحمن : 22 ] ؛ يعني : من البحر العلوي يخرج لؤلؤ أنوار الأسرار السري ، ومن البحر السفلي يخرج مرجان نيران العشق القلبي ، { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 23 ] أيتها القوتان تكذبان ؟ { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } [ الرحمن : 24 ] ؛ يعني : له بيض الخواطر المسخرة في بحر الإنسان الذي فيه البحران يلتقيان ، { كَٱلأَعْلاَمِ } [ الرحمن : 24 ] ؛ ليقطع بعلامتها ويميز الخاطر العلوي من السفلي وإلا شيء من الجني ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 25 ] ، أفبنعمة تسخير السفن ، أم بنعمة الأعلام أيها القوتان تكذبان ؟