Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 13-16)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُوراً } [ الحديد : 13 ] ؛ يعني : ارجعوا إلى عالم الكسب واكسبوا النور باستعدادكم ، ولا يمكن لكم الرجوع ؛ لأنكم أقبلتم على ظلمات الطبيعة وأعرضتم عن نور اللطيفة الخفية ، خلفتم النور وراءكم وقدمتم الظلمات أمامكم ، { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ } [ الحديد : 13 ] ؛ يعني : بين القوى المؤمنة والمنافقة ، يضرب الله بسور قوى القالبية الظلماني له باب من رابطة كانت بين القالب والروح { بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ } [ الحديد : 13 ] ؛ يعني : باطن قوى القالب المطهرة رحمة للمؤمنين ، وظاهر قوى القالب المكدرة عذاب للمنافقين . { يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } [ الحديد : 14 ] في دار الكسب ، { قَالُواْ } [ الحديد : 14 ] ؛ يعني : القوى المؤمنة { بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } [ الحديد : 14 ] بالشهوات العاجلة واتباع الهوى ، وإنكار الحق والإقبال على الباطل ، والغفلة عن ذكر المولى ، { وَتَرَبَّصْتُمْ } [ الحديد : 14 ] بهلاك اللطيفة بالخفية ، { وَٱرْتَبْتُمْ } [ الحديد : 14 ] ؛ أي : شككتم بالسرائر ، { وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ } [ الحديد : 14 ] والآمال الكاذبة ، { حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } [ الحديد : 14 ] ؛ يعني : حتى جاء أمر الحق بكشف الغطاء وشاهدتم وتيقنتم ، ولا سبيل لكم إلى الرجوع إلى دار الكسب ، { وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } [ الحديد : 14 ] ؛ يعني : غركم الشيطان بتسويله وتسويفه وخداعه ومكره حتى أوردكم النار . { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الحديد : 15 ] ؛ لأن الأمر بيد غيركم ، والآلات والأدوات بها يمكن الكسب متنزعة عنكم ، وهي كانت عادية عنكم والعادية مردودة لا محالة ، وما كسبتم بتلك الآلات لأنفسكم قالوا ما لكم بتضييع الأوقات ونزع الآلات والأدوات ، ثم ويل بعد ويل بكسب الشقاوة الأبدية بتلك الاستعدادات ، { مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ } [ الحديد : 15 ] التي أنتم أشعلتموها في دار الكسب ، { هِيَ مَوْلاَكُمْ } في دار الجزاء ، { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ الحديد : 15 ] ؛ يعني : بئس مرجعكم وبئس مولاكم .