Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-27)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } [ الأنعام : 22 ] ، أهل المعرفة وأهل النكرة { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ، من أهل الكفرة { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } [ الأنعام : 22 ] ، من أهل النكرة { أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [ الأنعام : 22 ] ، من الهوى والدنيا إذا اتخذتموها شركاء الله { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } [ الأنعام : 23 ] ؛ أي : كان لم يكن من نتائج ابتلائهم بعمى القلوب { إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ، إلا أن حلفوا بالله كذباً وما علموا أن الله يعلم كذبهم { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } [ الأنعام : 24 ] ؛ يعني : يوم القيامة إذا فسدوا استعدادهم في الدنيا ، وحصلوا العمى حتى كذبوا في الآخرة وما رأوا أن الله برأ كذبهم ، ومن ضلالتهم الزائدة العمى . قوله تعالى : { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ الأنعام : 24 ] ؛ يعني : في الدنيا يقولون أن هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فيقولون في الآخرة : ما كنا مشركين . ثم أخبر عن كمال إفساد استعدادهم بقوله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } [ الأنعام : 25 ] ، الآيتان الإشارة فيهما أن مكافأة من يستمع إلى كلام الله تعالى وإلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وإلى كلمات أرباب الحقائق بالإنكار ، ويأخذ عليها ويطعن فيها أن يجعل الله تعالى حجاباً على قلوبهم وسمعهم حتى لا يوصل إليهم أنوارها ، ولا يجدون حلاوتها ولا يفقهون حقائقها ، كما قال الله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } [ الأنعام : 25 ] إنكاراً واختياراً { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } [ الأنعام : 25 ] ، من شؤم إنكارهم { أَكِنَّةً } [ الأنعام : 25 ] ؛ حجاباً من عين الإنكار { أَن يَفْقَهُوهُ } [ الأنعام : 25 ] ، أنه حق { وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } [ الأنعام : 25 ] ، من فساد الاستعداد الفطري . { وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ } [ الأنعام : 25 ] بعين الظاهر { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } [ الأنعام : 25 ] ، من عمى القلوب وإعواز نور الإيمان فيها { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوكَ } [ الأنعام : 25 ] ، من عمى قلوبهم { يُجَٰدِلُونَكَ } [ الأنعام : 25 ] بالباطن نفى الحق { يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } [ الأنعام : 25 ] ، مسترداً قلوبهم يحجب الإنكار { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الأنعام : 25 ] من مقامات المتقدمين { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } [ الأنعام : 26 ] ، يعني : أهل الإنكار ينهون الطلاب ، وأهل الإرادة عن الطلب واستماع كلام القوم { وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } [ الأنعام : 26 ] ؛ أي : يتباعدون عن الحق وطلبه ؛ خوفاً عن خلل في دنياهم { وَإِن يُهْلِكُونَ } [ الأنعام : 26 ] ، بتنفير الخلق عن الحق وتباعدهم عنه { إِلاَّ أَنفُسَهُمْ } [ الأنعام : 26 ] ؛ لأن التباعد عن أهل الحق وتنفير الخلق عنهم هو البعد عنه ، وهذا هو الهلاك والضلال المبين { وَمَا يَشْعُرُونَ } [ الأنعام : 26 ] ، أنهم مهلكون ؛ لأنهم { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [ البقرة : 171 ] . ثم أخبر عن أحوال أهل الأهوال بقوله تعالى : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } [ الأنعام : 27 ] ، إلى قوله : { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } [ الأنعام : 29 ] ، الإشارة فيها أن من غاية فساد الاستعداد الفطري أن الأرواح الشقية بعد مفارقة عالم الصورة إذ وقفوا على النار وحقيقتها وذاقوا ألم عذاب القطيعة بعد الخلاص وحبس الطبيعة { فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } [ الأنعام : 27 ] ، إلى عالم الصورة إلى الاستعداد الفطري { وَ } [ الأنعام : 27 ] ، يا ليتنا لما رددنا كنا { لاَ نُكَذِّبَ بِآيَٰتِ رَبِّنَا } مرة أخرى { وَ } [ الأنعام : 27 ] ، يا ليتنا أنا { نَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، لا من الكافرين .