Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 64, Ayat: 12-14)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } [ التغابن : 12 ] ، يعني : يا أيتها القوى القالبية والنفسية أطيعوا أمر الحق ، وأطيعوا أمر اللطيفة المرسلة ، { فَإِن تَولَّيْتُمْ } [ التغابن : 12 ] ، وأعرضتم عن الحق بإقبالكم على الباطل ، واستيفاء النعم العاجلة على وفق الهوى ؛ { فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } [ التغابن : 12 ] ، يعني على اللطيفة المرسلة أن تبلغ أحكامنا وتبين لكم حلالنا وحرامنا . { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [ التغابن : 13 ] ، يعني : لا ينبغي أن يعبد الهوى ؛ لأن الذي خلق الكل هو الإله المعبود ، وليس وجود يستحق للآلهة إلا هو ، { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ التغابن : 13 ] ، يعني : القوى المؤمنة يتوكلون على الله في ضراء المجاهدة وسراء المشاهدة ، في بلاء القبض ونعماء البسط . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ } [ التغابن : 14 ] ، يعني : يا أيتها القوى الروحية اعلموا أن القوى القالبية والنفسية عدو لكم لجهلهم بالحقيقة ونظرهم إلى الشهوة العاجلة ؛ فاحذروهم ولا تلتفتوا إلى ما يطلبون منكم من مشتهياتهم الهوائية ؛ فينبغي للسالك أن يحذر من القوى القالبية التي منعها عن الهجرة من مكة وجوده إلى مدينة رسوله ، أو يخاف من القوى النفسية التي يطلب منها شهوتها ، وهو بالشفقة عليها يتبع مرادها وهواها ويشتغل عن ذكر مولاه ، { وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ } [ التغابن : 14 ] ، يعني : لا يمنع القوى القالبية والنفسية السالك المجاهدة من الهجرة عن مألوفاته مع أعدائه { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ التغابن : 14 ] ، يعني : يغفر لسيئات ارتكبت القوى من قبل ، ويرحم لها .