Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 9-11)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ } [ التغابن : 9 ] ، يعني : يوم جمع المتفرقات من القوى العلوية والسفلية وآثارها { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ } [ التغابن : 9 ] ، لاطلاع القوى الكافرة على اتباعه استعدادها في استعمالها في الباطل ، واطلاع القوى المؤمنة على تضييع وقت من أوقاتها ونفس من أنفاسها في غير ذكر الله ، و [ ضيعته ] في ذلك النفس الذي هو ظرف له ليضع فيه ما يدخر له في هذا اليوم ؛ فإذا رأى ظرفه خالياً من النعم يتحسر على غبنه ، وإن كان - نعوذ بالله - مملوءاً من الحيات والعقارب والقاذورات ؛ فيلدغنه ويلسعنه ويؤذينه تنبيهاً ؛ فهو الخسران العظيم والعذاب الأليم ، تفكر واحذر ، واجعل في ظرفك ما تتنعم به أبد الآباد ، ولا تجعل فيه ما يتألم بمشاهدته يوم يكشف الغطاء خالداً مخلداً ، { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ } [ التغابن : 9 ] ، يعني : من يؤمن من قوى النفس اللوامة والقوى القالبية المتطهرة بالله اليوم قبل كشف الغطاء ، ويعمل صالحاً ، ويضع في ظرفه الصالحات ، يكفر عنه ما سلف من السيئات ، ويخرج من ظروفه الفاسدة التي وضع فيها من قبل ، { وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } [ التغابن : 9 ] ، يعني : يدخله جنات قلبه التي تجري من تحتها الأنهار [ بالمعارف ] ، { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [ التغابن : 9 ] ، لأنه تعوّد أبد الآباد بعمل قليل في أيام قلائل فانيات . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ } [ التغابن : 10 ] ، من القوى القالبية والنفسية { بِآيَٰتِنَآ } [ التغابن : 10 ] ، الأنفسية مما شاهدتها { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ } [ التغابن : 10 ] ، التي استعملوها في أنفسها من نيران الغضب والبغض والكبر والحسد ، { خَٰلِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ التغابن : 10 ] ، يعني : بئس مرجع القوى الكافرة المكذبة . { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } [ التغابن : 11 ] ، يعني : ما أصاب من خير وضر إلا بمشيئته وقضائه ، في ملكه وملكوته ، { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } [ التغابن : 11 ] ، يعني : من يؤمن بالله من القوى القالبية والنفسية ، يهد قلبه بنور الوارد ؛ بأن يجعل له يقيناً ، ما أراد الله أن يصيبه من القبض والبسط لم يخطئه ، وما لم يرد لم يكن ليصيبه ، ولو كان الجن والإنس بعضهم لبعض ظهيراً لا يقدرون على إصابة مصيبة خيراً أو شراً إلى شخص من الآفاق والأنفس مما لم يرد الله إصابته إليه ، { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ التغابن : 11 ] ، يعني : باستحقاق كل استعداد للخير والشر ؛ فيرسل إليه على قدر استحقاق الاستعداد .