Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 6-8)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } [ التغابن : 6 ] ، يعني : اللطائف المرسلة المنذرة والمبشرة ، أتوا إلى القوى القالبية والنفسية بالآيات الأنفسية البينة ؛ { فَقَالُوۤاْ } [ التغابن : 6 ] ، يعني : القوى القالبية والنفسية { أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } [ التغابن : 6 ] ، يعني : هذه اللطائف أيضاً من أصل عنصرنا يهدوننا ؛ { فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ } [ التغابن : 6 ] ، أي : أعرضوا عن اللطائف المرسلة ، { وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ } [ التغابن : 6 ] ، عن إقبالهم على اللطائف المرسلة ، وإيمانهم بما جاءوا ؛ لأن الله خلقهم مظاهر صفات لطفه وقهره ، من أعرض صار مظهراً لقهره ، ومن أقبل صار مظهراً للطيفة اللطيفة ، والله مستغني عنهم ؛ ولكنهم متألمون إذا صاروا مظاهر قهره ، متنعمون إذا صاروا مظاهر لطفه ؛ لوجدانهم الألم المقيم والعذاب الدائم الأليم ، ووجدانهم لذة السرور والحضور في دار النعيم ؛ فلأجل هذا غير مستغنين عن أن يؤمنوا ليتخلصوا من العذاب ويستسعدوا باللذّات { وَٱللَّهُ غَنِيٌّ } [ التغابن : 6 ] ، يعني : عن إيمان المؤمن والكافر ، { حَمِيدٌ } [ التغابن : 6 ] ، في أفعاله لإتمام المظاهر . { زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ } [ التغابن : 7 ] ، من قبور القالب { قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ } [ التغابن : 7 ] ، قل يا أيتها اللطيفة الحقية : بلى وحق ربي لتبعثن من قبور القالب { ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ } [ التغابن : 7 ] ، أي : لتجزن { بِمَا عَمِلْتُمْ } [ التغابن : 7 ] ، في دار الكسب باستعداد القوى السفلية والعلوية { وَذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } [ التغابن : 7 ] ، يعني : بعثكم وحسابكم بعد خلقكم أهون من خلقكم قبل وجودكم . { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلنّورِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلْنَا } [ التغابن : 8 ] ، يعني : أيتها القوى القالبية والنفسية آمنوا بالذي خلقكم وصوركم في أحسن صورة ، وباللطيفة المرسلة إليكم وبالنور الوارد الذي أنزلنا عليها { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [ التغابن : 8 ] ، من النقير والقمطير .