Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 65, Ayat: 6-7)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ } [ الطلاق : 6 ] ، يعني : القوة القابلة المطلقة أسكنها من حيث يسكن من وجود الوجد الغيبي والمعارف القلبية ، ووسع معيشتها من المعارف والواردات { وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ } [ الطلاق : 6 ] ، أي : لا تؤذونهن بالمجاهدات الشاقة على البدن { لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ } [ الطلاق : 6 ] ، مساكنهن في بيوتكم بحيث يضطرون إلى الخروج إلى بيت القالب أو بيت الهوى ؛ فإن ذلك التضييق كان ذنباً لكم { وَإِن كُنَّ أُوْلاَتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } [ الطلاق : 6 ] ، من النصائح والمواعظ والمعارف حتى يضمن حمل الخواطر الهوائية { فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ } [ الطلاق : 6 ] ، يعني : إن أرضعن ولدكم وهو : عملكم البدني ؛ بأن يرضع قوتك القالبية ليعمل بها { فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } ، على إرضاعهن أولاد أعمالكم الصالحة من المعارف الغيبية والخواطر القلبية والأصوات الحسية السمعية { وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } ، أي : يقتصدوا في الأخذ والإعطاء ولا يقصدوا القرار من الجانبين { وَإِن تَعَاسَرْتُمْ } [ الطلاق : 6 ] ، في الأجرة والإرضاع ؛ فليس للقوة الفاعلة إكراه القوة القابلة ، ولكنه يستأجر للصبي مرضعاً غير أمه ؛ فينبغي للسالك في هذا المقام أن يتوجه بالكلية إلى الله ، ولا يشتغل بغيره ، ويدخل خلوته ويسد عليه بابه ، إن أراد الله حياته وقيامه يرسل إليه شرابه وطعامه [ من ] عالم الغيب ، بحيث لا يكون له احتياج إلى طعام المخلوقين ، ويرضع أطفال العمالة الصالحة من ثدي القلب في القلب ، أحسن مما كان يرضعه من ثدي القلب في عالم الشهادة { فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ } [ الطلاق : 6 ] ، إشارة إلى هذا . { لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ } [ الطلاق : 7 ] ، يعني : قدر غناه ، والغنى غنى القلب ، { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } [ الطلاق : 7 ] ، يعني : ضيق عليه رزقه من عالم المكاشفات والمشاهدات { فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ ٱللَّهُ } [ الطلاق : 7 ] ، يعني : ينفق استعداده الحاصل من تلك المشاهدات السابقة { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَآ آتَاهَا } [ الطلاق : 7 ] ، يعني : الله يعلم بما أعطى كل شخص من الاستعداد ؛ فإن لم يعطه استعداد لا يكلفه على إنفاقه ، ولا يعذبه على ترك الإنفاق إن لم يكن له استعداد وهبي ولا كسبي ؛ فالواجب على المسلك أن لا يبخل على مريديه بما آتاه الله من المعارف ما يصلح لحوصلة كل واحد منهم ، وإن ضيق الوقت عليه ، ولا يرد الوارد الجديد ؛ فعليه أن ينفق على المريدين من المعارف السمعية ، والمعارف التي كشفت عليه من قبل دخول حال النكرة { سَيَجْعَلُ ٱللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } [ الطلاق : 7 ] ، يعني : بعد عسر النكرة يسر المعرفة للمسلك المنتهي ، وبعد عسر القبض يسر البسط للسالك المتوسط ، وبعد عسر المجاهدة يسر المشاهدة للمبتدئ .