Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 6-12)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ } [ الملك : 6 ] من القوى القالبية والنفسية الملوثة بقاذورات اللطيفة المكدرة بدخان الهوى بعد انقلاب جرها إليها خاسئاً حسيراً وكفرانها بنعمة ربها ، وتكذيبها اللطيفة في إخبارها عن الآيات الغيبية ، { عَذَابُ جَهَنَّمَ } [ الملك : 6 ] التي أظلموها بظلمهم ، وأشعلوا فيها نيران الكبر والكفر ، { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ الملك : 6 ] ؛ يعني : بئس مرجعها ، { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً } [ الملك : 7 ] ؛ يعني : صوتاً كصوت الحمار وهو أنكر الأصوات ، والشهيق أنكرها ؛ لأنه أول نهيقه ، { وَهِيَ تَفُورُ } [ الملك : 7 ] ؛ يعني : جهنم قالبة . { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ } [ الملك : 8 ] ؛ يعني : تكاد تنقطع من تغيظها على صاحبها الذي اجتهد في اشتعالها ، { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ } [ الملك : 8 ] جماعة من القوى القالبية الكافرة ، والنفس المشركة المنافقة ، { سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } [ الملك : 8 ] ؛ يعني : قواها العلوية ، وهي خزنة نيران جهنم القالبية والنفسية السفلية على سبيل التوبيخ لهم سألهم ما جاءكم رسول ينذركم من هذا اليوم قالوا : { قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } [ الملك : 9 ] ؛ يعني : جاءت اللطيفة المنذرة وبلغت إلينا ولكن كذبنا لاتباع هوانا ، وقلنا : لا يمكن أن ينزل علينا مثلنا ، لستم إلا في ظلال كبير ؛ لرجوعكم عن دين آبائكم ولو كان الله أراد أن ينزل علينا لأنزل علينا ملائكة ، أنتم تأكلون وتشربون وتمشون في الأسواق ، وتحتاجون إلى البول والغائط وإلى ما يحتاج البشر إليه . { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } [ الملك : 10 ] ؛ لأن القوى النفسية تسعر جهنم القالب ، { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ } [ الملك : 11 ] في تلك الحالة ، { فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } [ الملك : 11 ] ؛ أي : بُعداً للقوى النفسية والمسعر نيران جهنم قالبها عن رحمة الله { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ } [ الملك : 12 ] ؛ يعني : القوى اللوامة المؤمنة المصدقة بما في الغيب المتقية من قهر الحق ، { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } [ الملك : 12 ] من اللمم اللازم للطيفة البشرية { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } [ الملك : 12 ] بالأعمال التي عملت على وفق أمر اللطيفة المبلغة المنذرة المبشرة .