Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 20-29)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنِّي ظَنَنتُ } [ الحاقة : 20 ] ؛ أي : أيقنت { أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } [ الحاقة : 20 ] ؛ أي : حسابي في الآخرة ، { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } [ الحاقة : 21 - 22 ] ؛ يعني : المؤمن الموقن بيوم الحساب والجزاء يكون في ذلك ؛ أي : في حالة مرضية في جنة القلب . { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } [ الحاقة : 23 ] ؛ يعني : يسهل عليه اقتطاف ثمرات المعارف من شجرة وجودهم يقال في جنة القلب : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } [ الحاقة : 24 ] ؛ يعني : أخلاقهم الحميدة الطيبة يقول لهم : كلوا من طعام الذكر ، واشربوا من شراب المحبة ، واقطفوا من ثمار المعرفة ، هنيئاً لكم بما جاهدتم في الله ، وصبرتم على ترك اللذات العاجلة والشهوات الفانية لذتها في الأيام الماضية الدنيوية الغير ثابتة ، { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ } [ الحاقة : 25 ] لاعوجاجه في طريق الحق والبغاية من قبلة التوجه إلى جانب الهوى وإقباله على الدنيا ، { فَيَقُولُ } [ الحاقة : 25 ] صاحب الكتاب { يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } [ الحاقة : 25 ] سيتمنى إن لم يفقه كتابه المملوء من قبائح أعماله وفواسد أفكاره . { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } [ الحاقة : 26 ] ؛ يعني : يا ليتني كنت تراباً بحيث لا أقدر أن أقرأ كتابي ، وفي هذا المقام يتمنى ألاَّ يكون له إدراك كما كان قبل دخوله في الطور الإنساني ، ولا ينفع له التمني ولم يزد له إلا عذاباً ، { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } [ الحاقة : 27 ] ؛ يعني : يتمنى أن يكون منه في القالب فلا يبعث من قبر القالب فيكون موتى ما كان علم بهذا اليوم ، { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } [ الحاقة : 28 ] ، ما ينفعني الاستعداد الذي حصل في مملكة وجودي ، وهذا عذاب يختص بالمجاهدين السالكين الذين سلكوا الطريق من غير إرشاد المرشدين المتصل إرشاده بالنبي الهادي عليه السلام ؛ يعني : سلك الطريق برأيه وعقله وفكره وحديثه لا من إلهام رباني ووارد رحماني ، يتمنى صاحبه أنه كان ميتاً في قالبه قبل اشتغاله بالسلوك ورفعه بعض الحجب بكثرة مجاهدته ، كما أن العوام [ مبعدين ] عن إدراك هذه الآلام مشتغلين بهوى أنفسهم لكثافة حجبهم الظلمانية القالبية والنفسية . { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [ الحاقة : 29 ] ؛ يعني : ما بقيت لي حجة ونزع عني استعدادي الذين يمكن به أن أحاج ، وشهدت علي جوارحي وقواي بأعمالي وأفكاري فلا برهان لي ولا سلطان لي ولا نصير لي ولا ظهير لي ، يقول تعالى لخزنة جهنم التي رباها وقواها في دار الكسب :