Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 127-131)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ } [ الأعراف : 127 ] من الهوى والغضب والكبر لفرعون النفس ، { أَتَذَرُ مُوسَىٰ } [ الأعراف : 127 ] الروح ، { وَقَوْمَهُ } [ الأعراف : 127 ] من القلب والسر والعقل ، { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } [ الأعراف : 127 ] أرض البشرية ، { وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } [ الأعراف : 127 ] من الدنيا والشيطان والطبع ، ألاَّ تعبد ، { قَالَ } [ الأعراف : 127 ] فرعون النفس ، { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ } [ الأعراف : 127 ] وأبناء صفات الروح والقلب والنفس أعمالها الصالحة ؛ أي : نبطل أعمالهم بالرياء والعجب . { وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ } [ الأعراف : 127 ] ؛ أي : الصفات التي تتولد منها الأعمال ، { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } [ الأعراف : 127 ] بالمكر والخديعة والحيلة ، { قَالَ مُوسَىٰ } [ الأعراف : 128 ] الروح ، { لِقَوْمِهِ } [ الأعراف : 128 ] وهم السر والقلب والعقل ، { ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ } [ الأعراف : 128 ] على جهاد النفس ومخالفتها ومتابعة الجن ، { إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ } [ الأعراف : 128 ] ؛ أي : أرض البشرية ، { يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } [ الأعراف : 128 ] أرض البشرية السعداء الروح وصفاته فتتصف بصفاته ، ويورث أرض بشرية الأشقياء النفس وصفاتها فيتصف بصفاتها { وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الأعراف : 128 ] ؛ يعني : لما فيه من الخير والسعادة للأتقياء والسعداء منهم ، { قَالُوۤاْ } [ الأعراف : 129 ] ؛ يعني : قوم الروح له . { أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } [ الأعراف : 129 ] ؛ أي : من قبل أن تأتينا الواردات الروحانية قبل البلوغ كما نتأذى من أوصاف البشرية ، { قَالَ } [ الأعراف : 129 ] ؛ يعني : الروح ، { عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ } [ الأعراف : 129 ] النفس وصفاتها بالواردات الربانية ويدفع أذيتها عنكم ، فيه يشير إلى أن الواردات الروحانية لا تكفي لإفناء النفس وصفاتها ولا بدَّ في ذلك من تجلي صفات الربوبية ، { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ } [ الأعراف : 129 ] ؛ يعني : إذا تجلى الرب بصفة من صفاته لا يبقي ، { فِي ٱلأَرْضِ } [ الأعراف : 129 ] أرض البشرية من صفات النفس إلا ويبدلها بصفات الروح والقلب ويستخلفها في الأرض ، { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [ الأعراف : 129 ] في إقامة العبودية وأداء شكر نعم الربوبية . ثم أخبر عما اختبر به آل فرعون بقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ } [ الأعراف : 130 ] إلى قوله : { وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } [ الأعراف : 136 ] الإشارة فيها : أن في قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [ الأعراف : 130 ] الآية دلالة على أن المحن والشدائد والمصيبات موجبات الانتباه والاعتبار ولكن لأهل السعادة وأولي الأبصار ، فأما أهل الشقاوة فلو شدَّد عليهم وطأة القدرة وضاعف عليهم أسباب النعمة ، فلا الوطأة أصلحتهم شِدَّتُها ، ولا النعمة نبهتهم كثرتها ، لا بل إنْ مَسَّهم يُسْرٌ لاحظوه بعين الاستحقاق ، { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ } وإن منهم عُسر حملوه على التطير كما قال تعالى : { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } [ الأعراف : 131 ] الكفور لا يرى فضل المنعم فيلاحظ الإنسان بعين الاستحقاق ، ثم إذا اتصل به شيء مما يكره تجنَّى وحل الأمر على ما كان يتمنى كما قال : @ ملَّ الوصال وقال كان وكان وكذا المَلُولُ إذا أراد قطيعة @@ { أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 131 ] هو الواحد المنفرد بالإيجاد لكن بصائرهم مسدودة ، وعقولهم عن شهود الحق معدودة ، وأفهامهم عن إدراك المعاني مردودة .