Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 62-64)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن أوليائه وأحبائه ، ويذكر أعمالهم وأوصافهم وثوابهم فقال : { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبلونه مما أمامهم من المخاوف والأهوال . { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما أسلفوا ، لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال ، وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ثبت لهم الأمن والسعادة ، والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى . ثم ذكر وصفهم فقال : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، وصدقوا إيمانهم باستعمال التقوى ، بامتثال الأوامر واجتناب النواهي . فكل من كان مؤمناً تقياً كان لله [ تعالى ] ولياً ، و { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } . أما البشارة في الدنيا ، فهي الثناء الحسن ، والمودة في قلوب المؤمنين ، والرؤيا الصالحة ، وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق وصرفه عن مساوئ الأخلاق . وأما في الآخرة فأولها البشارة عند قبض أرواحهم ، كما قال تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [ فصلت : 30 ] . وفي القبر ما يبشر به من رضا الله تعالى والنعيم المقيم . وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم ، والنجاة من العذاب الأليم . { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } بل ما وعد الله فهو حق ، لا يمكن تغييره ولا تبديله ، لأنه الصادق في قيله ، الذي لا يقدر أحد أن يخالفه فيما قدره وقضاه . { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } لأنه اشتمل على النجاة من كل محذور ، والظفر بكل مطلوب محبوب ، وحصر الفوز فيه ، لأنه لا فوز لغير أهل الإيمان والتقوى . والحاصل أن البشرى شاملة لكل خير وثواب ، رتبه الله في الدنيا والآخرة على الإيمان والتقوى ، ولهذا أطلق ذلك فلم يقيده .