Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 109-109)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلاۤءِ } المشركون ، أي : لا تشك في حالهم ، وأن ما هم عليه باطل ، فليس لهم عليه دليل شرعي ولا عقلي ، وإنما دليلهم وشبهتهم أنهم { مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ } . ومن المعلوم أن هذا ليس بشبهة ، فضلاً عن أن يكون دليلاً ، لأن أقوال ما عدا الأنبياء يحتج لها لا يحتج بها ، خصوصاً أمثال هؤلاء الضالين الذين كثر خطأهم وفساد أقوالهم في أصول الدين ، فإن أقوالهم وإن اتفقوا عليها ، فإنها خطأ وضلال . { وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ } أي : لا بد أن ينالهم نصيبهم من الدنيا ، مما كتب لهم وإن كثر ذلك النصيب ، أو راق في عينك ، فإنه لا يدل على صلاح حالهم ، فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان والدين الصحيح إلا من يحب . والحاصل أنه لا يغتر باتفاق الضالين على قول الضالين من آبائهم الأقدمين ، ولا على ما خولهم الله وآتاهم من الدنيا .