Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 4-4)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا من لطفه بعباده ، أنه ما أرسل رسولاً { إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } ما يحتاجون إليه ، ويتمكنون من تعلم ما أتى به ، بخلاف ما لو كانوا على غير لسانهم ، فإنهم يحتاجون إلى أن يتعلموا تلك اللغة التي يتكلم بها ، ثم يفهمون عنه ، فإذا بين لهم الرسول ما أمروا به ، ونهوا عنه ، وقامت عليهم حجة الله { فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ } ممن لم ينقد للهدى ، ويهدي من يشاء ممن اختصه برحمته . { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } الذي - من عزته - أنه انفرد بالهداية والإضلال ، وتقليب القلوب إلى ما شاء ، ومن حكمته أنه لا يضع هدايته ولا إضلاله إلا بالمحل اللائق به . ويستدل بهذه الآية الكريمة على أن علوم العربية الموصلة إلى تبيين كلامه وكلام رسوله أمور مطلوبة محبوبة لله ، لأنه لا يتم معرفة ما أنزل على رسوله إلا بها . إلا إذا كان الناس بحالة لا يحتاجون إليها ، وذلك إذا تمرنوا على العربية ، ونشأ عليها صغيرهم ، وصارت طبيعة لهم ، فحينئذ قد اكتفوا المؤنة ، وصلحوا لأن يتلقوا عن الله وعن رسوله ابتداء ، كما تلقى عنهم الصحابة رضي الله عنهم .