Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 5-8)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى : أنه أرسل موسى بآياته العظيمة الدالة على صدق ما جاء به وصحته ، وأمره بما أمر الله به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ، بل وبما أمر به جميع الرسل قومهم ، { أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } أي : ظلمات الجهل والكفر وفروعه ، إلى نور العلم والإيمان وتوابعه . { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } أي : بنعمه عليهم ، وإحسانه إليهم وبأيامه في الأمم المكذبين ، ووقائعه بالكافرين ، ليشكروا نعمه ، وليحذروا عقابه ، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } أي : في أيام الله على العباد { لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي : صبار في الضراء والعسر والضيق ، شكور على السراء والنعمة . فإنه يستدل بأيامه على كمال قدرته وعميم إحسانه ، وتمام عدله وحكمته ، ولهذا امتثل موسى عليه السلام أمر ربه ، فذكرهم نعم الله فقال : { ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } أي : بقلوبكم وألسنتكم . { إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ } أي : يولونكم { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي : أشده ، وفسر ذلك بقوله : { وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } أي : يبقونهن فلا يقتلونهن ، { وَفِي ذٰلِكُمْ } الإنجاء { بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ } أي : نعمة عظيمة ، أو وفي ذلكم العذاب الذي ابتليتم به من فرعون وملئه ابتلاء من الله عظيم لكم ، لينظر هل تصبرون أم لا ؟ وقال لهم حاثاً على شكر نعم الله : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } أي : أعلم ووعد ، { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } من نعمي { وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } ومن ذلك أن يزيل عنهم النعمة التي أنعم بها عليهم . والشكر : هو اعتراف القلب بنعم الله ، والثناء على الله بها ، وصرفها في مرضاة الله تعالى . وكفر النعمة ضد ذلك . { وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } فلن تضروا الله شيئاً ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } فالطاعات لا تزيد في ملكه ، والمعاصي لا تنقصه ، وهو كامل الغنى ، حميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، ليس له من الصفات إلا كل صفة حمد وكمال ، ولا من الأسماء إلا كل اسم حسن ، ولا من الأفعال إلا كل فعل جميل .