Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 103-105)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن قيل المشركين المكذبين لرسوله { أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ } هذا الكتاب الذي جاء به { بَشَرٌ } وذلك البشر ، الذي يشيرون إليه أعجمي اللسان { وَهَـٰذَا } القرآن { لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } هل هذا القول ممكن ؟ أو له حظ من الاحتمال ؟ ولكن الكاذب يكذب ولا يفكر فيما يؤول إليه كذبه ، فيكون في قوله من التناقض والفساد ما يوجب رده بمجرد تصوره . { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } الدالة دلالة صريحة على الحق المبين ، فيردونها ولا يقبلونها { لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } حيث جاءهم الهدى ، فردوه ، فعوقبوا بحرمانه ، وخذلان الله لهم . { وَلَهُمْ } في الآخرة { عَذَابٌ أَلِيمٌ } . { إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ } أي : إنما يصدر افتراء الكذب من { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } كالمعاندين لرسوله من بعد ما جاءتهم البينات . { وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } أي : الكذب منحصر فيهم وعليهم أولى بأن يطلق من غيرهم . وأما محمد صلى الله عليه وسلم المؤمن بآيات الله ، الخاضع لربه ، فمحال أن يكذب على الله ، ويتقول عليه ما لم يقل ، فأعداؤه رموه بالكذب الذي هو وصفهم ، فأظهر الله خزيهم وبين فضائحهم ، فله تعالى الحمد .