Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-100)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : فإذا أردت القراءة لكتاب الله ، الذي هو أشرف الكتب وأجلها ، وفيه صلاح القلوب ، والعلوم الكثيرة ، فإن الشيطان أحرص ما يكون على العبد عند شروعه في الأمور الفاضلة ، فيسعى في صرفه عن مقاصدها ومعانيها . فالطريق إلى السلامة من شره الالتجاء إلى الله ، والاستعاذة به من شره ، فيقول القارئ : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " متدبراً لمعناها ، معتمداً بقلبه على الله في صرفه عنه ، مجتهداً في دفع وساوسه وأفكاره الرديئة ، مجتهداً على السبب الأقوى في دفعه ، وهو التَّحلِّي بحلية الإيمان والتوكل . فإن الشيطان { لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } أي : تسلط { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ } وحده لا شريك له { يَتَوَكَّلُونَ } فيدفع الله عن المؤمنين المتوكلين عليه شر الشيطان ، ولا يبق له عليهم سبيل . { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ } أي : تسلطه { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } أي : يجعلونه لهم ولياً ، وذلك بتخليهم عن ولاية الله ، ودخولهم في طاعة الشيطان وانضمامهم لحزبه ، فهم الذين جعلوا له ولاية على أنفسهم ، فأزَّهم إلى المعاصي أزًّاً ، وقادهم إلى النار قَوْداً .