Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 34-36)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : ذلك الموصوف بتلك الصفات ، عيسى بن مريم ، من غير شك ولا مرية ، بل قول الحق وكلام الله ، الذي لا أصدق منه قيلاً ، ولا أحسن منه حديثاً ، فهذا الخبر اليقيني عن عيسى عليه السلام ، وما قيل فيه مما يخالف هذا ، فإنه مقطوع ببطلانه ، وغايته أن يكون شكاً من قائله لا علم له به ، ولهذا قال : { ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } أي : يشكون فيمارون بشكهم ، ويجادلون بخرصهم ، فمن قائل عنه : إنه الله ، أو ابن الله ، أو ثالث ثلاثة ، تعالى الله عن إفكهم وتقوُّلهم علواً كبيراً ، فـ { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ } أي : ما ينبغي ولا يليق ، لأن ذلك من الأمور المستحيلة ، لأنه الغني الحميد ، المالك لجميع الممالك ، فكيف يتخذ من عباده ومماليكه ، ولداً ؟ ! { سُبْحَانَهُ } أي : تنزه وتقدس عن الولد والنقص ، { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } أي : من الأمور الصغار والكبار ، لم يمتنع عليه ولم يستصعب { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } فإذا كان قدره ومشيئته نافذاً في العالم العلوي والسفلي ، فكيف يكون له ولد ؟ ! ! وإذا كان إذا أراد شيئاً قال له : { كُن فَيَكُونُ } فكيف يستبعد إيجاده عيسى من غير أب ؟ ! ولهذا أخبر عيسى أنه عبد مربوب كغيره ، فقال : { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ } الذي خلقنا ، وصورنا ، ونفذ فينا تدبيره ، وصرفنا تقديره . { فَٱعْبُدُوهُ } أي : أخلصوا له العبادة ، واجتهدوا في الإنابة ، وفي هذا الإقرار بتوحيد الربوبية ، وتوحيد الإلهية ، والاستدلال بالأول على الثاني ، ولهذا قال : { هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } أي : طريق معتدل ، موصل إلى الله ، لكونه طريق الرسل وأتباعهم ، وما عدا هذا ، فإنه من طرق الغيّ والضلال .