Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 104-105)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين : { رَاعِنَا } أي : راع أحوالنا ، فيقصدون بها معنى صحيحاً ، وكان اليهود يريدون بها معنى فاسداً ، فانتهزوا الفرصة ، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك ، ويقصدون المعنى الفاسد ، فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سداً لهذا الباب ، ففيه النهي عن الجائز إذا كان وسيلة إلى محرم ، وفيه الأدب واستعمال الألفاظ ، التي لا تحتمل إلا الحسن ، وعدم الفحش ، وترك الألفاظ القبيحة ، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق ، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال : { وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا } فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور ، { وَٱسْمَعُواْ } لم يذكر المسموع ، ليعم ما أمر باستماعه ، فيدخل فيه سماع القرآن ، وسماع السنة التي هي الحكمة لفظاً ومعنى واستجابة ، ففيه الأدب والطاعة . ثم توعَّد الكافرين بالعذاب المؤلم الموجع ، وأخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين ، أنهم ما يودون { أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ خَيْرٍ } أي : لا قليلاً ولا كثيراً { مِّن رَّبِّكُمْ } حسداً منهم ، وبغضاً لكم أن يختصكم بفضله ، فإنه { ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } ومن فضله عليكم إنزال الكتاب على رسولكم ، ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ، فله الحمد والمنة .