Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 139-139)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المحاجَّة هي : المجادلة بين اثنين فأكثر ، تتعلق بالمسائل الخلافية ، حتى يكون كلٌّ من الخصمين يريد نصرة قوله وإبطال قول خصمه ، فكل واحد منهما يجتهد في إقامة الحجة على ذلك ، والمطلوب منها أن تكون بالتي هي أحسن ، بأقرب طريق يرد الضال إلى الحق ، ويقيم الحجة على المعاند ، ويوضح الحق ، ويبين الباطل ، فإن خرجت عن هذه الأمور ، كانت مماراة ومخاصمة لا خير فيها ، وأحدثت من الشر ما أحدثت ، فكان أهل الكتاب يزعمون أنهم أولى بالله من المسلمين ، وهذا مجرد دعوى تفتقر إلى برهان ودليل . فإذا كان رب الجميع واحداً ، ليس رباً لكم دوننا ، وكل منا ومنكم له عمله ، فاستوينا نحن وإياكم بذلك ، فهذا لا يوجب أن يكون أحد الفريقين أولى بالله من غيره لأن التفريق مع الاشتراك في الشيء ، من غير فرق مؤثر دعوى باطلة ، وتفريق بين متماثلين ، ومكابرة ظاهرة . وإنما يحصل التفضيل بإخلاص الأعمال الصالحة لله وحده ، وهذه الحالة وصف المؤمنين وحدهم ، فتعين أنهم أولى بالله من غيرهم لأن الإخلاص هو الطريق إلى الخلاص ، فهذا هو الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، بالأوصاف الحقيقية التي يسلمها أهل العقول ، ولا ينازع فيها إلا كل مكابر جهول ، ففي هذه الآية إرشاد لطيف لطريق المحاجة ، وأن الأمور مبنية على الجمع بين المتماثلين ، والفرق بين المختلفين .