Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 26-29)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول ، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولداً فقالوا : الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم ، وأخبر عن وصف الملائكة ، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون ، ليس لهم من الأمر شيء ، وإنما هم مكرمون عند الله ، قد أكرمهم الله ، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته ، وذلك لما خصهم به من الفضائل والتطهير عن الرذائل ، وأنهم في غاية الأدب مع الله ، والامتثال لأوامره . فـ { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ } أي : لا يقولون قولاً مما يتعلق بتدبير المملكة ، حتى يقول الله ، لكمال أدبهم ، وعلمهم بكمال حكمته وعلمه . { وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } أي : مهما أمرهم ، امتثلوا لأمره ، ومهما دبرهم عليه ، فعلوه ، فلا يعصونه طرفة عين ، ولا يكون لهم عمل بأهواء أنفسهم من دون أمر الله ، ومع هذا ، فالله قد أحاط بهم علمه ، فعلم { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } أي : أمورهم الماضية والمستقبلة ، فلا خروج لهم عن علمه ، كما لا خروج لهم عن أمره وتدبيره . ومن جزئيات وصفهم بأنهم لا يسبقونه بالقول ، أنهم لا يشفعون لأحد بدون إذنه ورضاه ، فإذا أذن لهم وارتضى من يشفعون فيه ، شفعوا فيه ، ولكنه تعالى لا يرضى من القول والعمل إلا ما كان خالصاً لوجهه ، متبعاً فيه الرسول ، وهذه الآية من أدلة إثبات الشفاعة ، وأن الملائكة يشفعون . { وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } أي : خائفون وَجِلُون ، قد خضعوا لجلاله ، وعنت وجوههم لعزه وجماله . فلما بين أنه لا حق لهم في الألوهية ، ولا يستحقون شيئاً من العبودية بما وصفهم به من الصفات المقتضية لذلك ، ذكر أيضاً أنه لا حظ لهم ، ولا بمجرد الدعوى ، وأن من قال منهم : { إِنِّيۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ } على سبيل الفرض والتنزل { فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } وأي ظلم أعظم من ادعاء المخلوق الناقص ، الفقير إلى الله من جميع الوجوه ، مشاركة الله في خصائص الإلهية والربوبية ؟ !