Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 75-76)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما بين تعالى كماله وضعف الأصنام ، وأنه المعبود حقاً ، بين حالة الرسل ، وتميزهم عن الخلق بما تميزوا به من الفضائل فقال : { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ } أي : يختار ويجتبي من الملائكة رسلاً ، ومن الناس رسلاً ، يكونون أزكى ذلك النوع ، وأجمعه لصفات المجد ، وأحقه بالاصطفاء ، فالرسل لا يكونون إلا صفوة الخلق على الإطلاق ، والذي اختارهم واصطفاهم ، ليس جاهلاً بحقائق الأشياء ، أو يعلم شيئاً دون شيء ، وإنما المصطفى لهم ، السميع ، البصير ، الذي قد أحاط علمه وسمعه وبصره بجميع الأشياء ، فاختياره إياهم ، عن علم منه ، أنهم أهل لذلك ، وأن الوحي يصلح فيهم كما قال تعالى : { أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [ الأنعام : 124 ] . { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } أي : هو يرسل الرسل ، يدعون الناس إلى الله ، فمنهم المجيب ، ومنهم الراد لدعوتهم ، ومنهم العامل ، ومنهم الناكل ، فهذا وظيفة الرسل ، وأما الجزاء على تلك الأعمال ، فمصيرها إلى الله ، فلا تعدم منه فضلاً أو عدلاً .