Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 17-19)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا إخبار عن تنزهه عن السوء والنقص ، وتقدسه عن أن يماثله أحد من الخلق ، وأمر للعباد أن يسبّحوه حين يمسون وحين يصبحون ، ووقت العشي ، ووقت الظهيرة . فهذه الأوقات الخمسة ، أوقات الصلوات الخمس ، أمر اللّه عباده بالتسبيح فيها والحمد ، ويدخل في ذلك ، الواجب منه ، كالمشتملة عليه الصلوات الخمس ، والمستحب ، كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات ، وما يقترن بها من النوافل ، لأن هذه الأوقات التي اختارها اللّه [ لأوقات المفروضات هي ] أفضل من غيرها [ فالتسبيح والتحميد فيها والعبادة فيها أفضل من غيرها ] ، بل العبادة ، وإن لم تشتمل على قول " سبحان اللّه " فإن الإخلاص فيها تنزيه للّه بالفعل ، أن يكون له شريك في العبادة ، أو أن يستحق أحد من الخلق ما يستحقه من الإخلاص والإنابة . { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } كما يخرج النبات من الأرض الميتة ، والسنبلة من الحبة ، والشجرة من النواة ، والفرخ من البيضة ، والمؤمن من الكافر ، ونحو ذلك . { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } بعكس المذكور { وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } فينزل عليها المطر وهي ميتة هامدة ، فإذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } من قبوركم . فهذا دليل قاطع ، وبرهان ساطع ، أن الذي أحيا الأرض بعد موتها ، فإنه يحيي الأموات ، فلا فرق في نظر العقل بين الأمرين ، ولا موجب لاستبعاد أحدهما مع مشاهدة الآخر .