Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 22-24)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } أي : يخضع له وينقاد له بفعل الشرائع مخلصاً له دينه . { وَهُوَ مُحْسِنٌ } في ذلك الإسلام بأن كان عمله مشروعاً ، قد اتبع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم . أو : ومن يسلم وجهه إلى اللّه ، بفعل جميع العبادات ، وهو محسن فيها ، بأن يعبد اللّه كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه ، فإنه يراه . أو ومن يسلم وجهه إلى اللّه ، بالقيام بحقوقه ، وهو محسن إلى عباد اللّه ، قائم بحقوقهم . والمعاني متلازمة ، لا فرق بينها إلاّ من جهة [ اختلاف ] مورد اللفظتين ، وإلاّ فكلها متفقة على القيام بجميع شرائع الدين ، على وجه تقبل به وتكمل ، فمن فعل ذلك فقد أسلم و { ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } أي : بالعروة التي مَنْ تمسك بها ، توثق ونجا ، وسلم من الهلاك ، وفاز بكل خير . ومَنْ لم يسلم وجهه للّه ، أو لم يحسن لم يستمسك بالعروة الوثقى ، وإذا لم يستمسك بالعروة الوثقى ، لم يكن ثَمَّ إلا الهلاك والبوار . { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } أي : رجوعها وموئلها ومنتهاها ، فيحكم في عباده ، ويجازيهم بما آلت إليه أعمالهم ، ووصلت إليه عواقبهم ، فليستعدوا لذلك الأمر . { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } لأنك أديت ما عليك ، من الدعوة والبلاغ ، فإذا لم يهتد ، فقد وجب أجرك على اللّه ، ولم يبق للحزن موضع على عدم اهتدائه ، لأنه لو كان فيه خير لهداه اللّه . ولا تحزن أيضاً ، على كونهم تجرؤوا عليك بالعداوة ونابذوك المحاربة ، واستمروا على غيهم وكفرهم ، ولا تتحرق عليهم بسبب أنهم ما بودروا بالعذاب . فإن { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ } من كفرهم وعداوتهم ، وسعيهم في إطفاء نور اللّه وأذى رسله . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } التي ما نطق بها الناطقون ، فكيف بما ظهر ، وكان شهادة ؟ ! ! { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً } في الدنيا ، ليزداد إثمهم ، ويتوفر عذابهم ، { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ } أي : [ نلجئهم ] { إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } أي : انتهى في عظمه وكبره ، وفظاعته وألمه وشدته .