Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 10-11)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : قال المكذبون بالبعث على وجه الاستبعاد : { أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ } أي : بلِيْنَا وتمزقنا ، وتفرقنا في المواضع التي لا تُعْلَمُ . { أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي : لمبعوثون بعثاً جديداً بزعمهم أن هذا من أبعد الأشياء ، وذلك لقياسهم قدرة الخالق بقدرهم . وكلامهم هذا ، ليس لطلب الحقيقة ، وإنما هو ظلم وعناد ، وكفر بلقاء ربهم وجحد ، ولهذا قال : { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } فكلامهم عُلمَ مصدره وغايته ، وإلاّ ، فلو كان قصدهم بيان الحق ، لَبَيَّنَ لهم من الأدلة القاطعة على ذلك ، ما يجعله مشاهداً للبصيرة بمنزلة الشمس للبصر . ويكفيهم أنهم معهم علمْ أنهم قد ابْتُدِئُوا من العدم ، فالإعادة أسهل من الابتداء ، وكذلك الأرض الميتة ، ينزل اللّه عليها المطر ، فتحيا بعد موتها ، وينبت به متفرق بذورها . { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } أي : جعله اللّه وكيلاً على قبض الأرواح ، وله أعوان . { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } فيجازيكم بأعمالكم ، وقد أنكرتم البعث ، فانظروا ماذا يفعل اللّه بكم .