Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 26-27)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني : أولم يتبين لهؤلاء المكذبين للرسول ، ويهدهم إلى الصواب . { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } الذين سلكوا مسلكهم ، { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } فيشاهدونها عياناً ، كقوم هود وصالح ، وقوم لوط . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } يستدل بها على صدق الرسل التي جاءتهم ، وبطلان ما هم عليه من الشرك والشر ، وعلى أن مَنْ فعل مثل فعلهم ، فُعِلَ بهم كما فُعِلَ بأشياعه من قبل . وعلى أن اللّه تعالى مجازي العباد ، وباعثهم للحشر والتناد . { أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } آيات اللّه فيعونها فينتفعون بها ، فلو كان لهم سمع صحيح وعقل رجيح ، لم يقيموا على حالة يجزم بها بالهلاك . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } بأبصارهم نعمتنا وكمال حكمتنا { أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ } التي لا نبات فيها ، فيسوق اللّه المطر الذي لم يكن قبل موجوداً فيها فيفرغه فيها من السحاب أو من الأنهار . { فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً } أي : نباتاً مختلف الأنواع { تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ } وهو نبات البهائم ، { وَأَنفُسُهُمْ } وهو طعام الآدميين . { أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } تلك المنة ، التي أحيا اللّه بها البلاد والعباد ، فيستبصرون فيهتدون بذلك البصر وتلك البصيرة ، إلى الصراط المستقيم ، ولكن غلب عليهم العمى ، واستولت عليهم الغفلة ، فلم يبصروا في ذلك بصر الرجال ، وإنما نظروا إلى ذلك نظر الغفلة ، ومجرد العادة ، فلم يوفقوا للخير .