Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 38-39)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا دفع لطعن من طعن في الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، في كثرة أزواجه ، وأنه طعن بما لا مطعن فيه ، فقال : { مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ } أي : إثم وذنب . { فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ } أي : قدر له من الزوجات ، فإن هذا قد أباحه اللّه للأنبياء قبله ، ولهذا قال : { سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } أي : لا بد من وقوعه . ثم ذكر مَنْ هم الذين من قبل قد خلوا ، وهذه سنتهم وعادتهم ، وأنهم { ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ } فيتلون على العباد آيات اللّه وحججه وبراهينه ، ويدعونهم إلى اللّه { وَيَخْشَوْنَهُ } وحده لا شريك له { وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً } إلا اللّه . فإذا كان هذا سُنّة في الأنبياء المعصومين ، الذين وظيفتهم قد أدوها وقاموا بها أتم القيام ، وهو دعوة الخلق إلى اللّه ، والخشية منه وحده ، التي تقتضي فعل كل مأمور ، وترك كل محظور ، دلّ ذلك على أنه لا نقص فيه بوجه . { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } محاسباً عباده ، مراقباً أعمالهم . وعلم من هذا ، أن النكاح من سنن المرسلين .