Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 149-157)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : { فَٱسْتَفْتِهِمْ } أي : اسأل المشركين باللّه غيره ، الذين عبدوا الملائكة ، وزعموا أنها بنات اللّه ، فجمعوا بين الشرك باللّه ووصفه بما لا يليق بجلاله ، { أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } أي : هذه قسمة ضيزى ، وقول جائر ، من جهة جعلهم الولد للّه تعالى ، ومن جهة جعلهم أردأ القسمين وأخسهما له ، وهو البنات التي لا يرضونهن لأنفسهم ، كما قال في الآية الأخرى { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } [ النحل : 57 ] ومن جهة جعلهم الملائكة بنات اللّه ، وحكمهم بذلك . قال تعالى في بيان كذبهم : { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ } خلقهم ؟ أي : ليس الأمر كذلك ، فإنهم ما شهدوا خلقهم ، فدلَّ على أنهم قالوا هذا القول بلا علم ، بل افتراء على اللّه ، ولهذا قال : { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ } أي : كذبهم الواضح { لَيَقُولُونَ وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } . { أَصْطَفَى } أي : اختار { ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } هذا الحكم الجائر { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } وتميزون هذا القول الباطل الجائر فإنكم لو تذكرتم لم تقولوا هذا القول : { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } أي حجة ظاهرة على قولكم ، من كتاب أو رسول . وكل هذا غير واقع ولهذا قال : { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فإن مَنْ يقول قولاً لا يقيم عليه حجة شرعية ، فإنه كاذب متعمد ، أو قائل على اللّه بلا علم .